•ليست هناك شركة تأمين على وجه الكرة الأرضية يمكن أن توافق الآن على تأمين حياة رئيس الحكومة الفلسطينية، اسماعيل هنية. ويظهر تحليل أحداث الأيام الأخيرة أن حياته معرّضة لخطر ملموس، وأنه بعد نجاته من محاولة اغتيال بأيد فلسطينية من المحتمل أن يكون هدفاً للتصفية من جانب إسرائيل.
•في هذه المرحلة لا نعلم بوجود قرار إسرائيلي رسمي يقضي بإدراج هنية وسائر قادة حماس في قائمة التصفيات المحدّثة، لكن قراراً كهذا يمكن أن يُتخذ نتيجة لتطورات بعيدة المدى. وأكثر من هذا فإن هناك شعوراً في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنّ التصعيد الذي يؤدي إلى تصفية هنية هو أمر شبه حتميّ. وإنّ ما يمكن أن يؤدي إلى تصفية هنية هو قرار حركة حماس الإستراتيجي بأن تكون جزءاً لا يتجزأ من المحور الداعي إلى إبادة إسرائيل، وهو المحور الذي يبدأ في إيران ويمرّ عبر سورية ليصل إلى لبنان وغزة. وهذا القرار اتخذته الحركة بعد فشل الجيش الإسرائيلي خلال قتاله في لبنان.
•إن قرار إسرائيل منع هنية من دخول غزة مع الأموال التي جلبها من إيران، في نهاية الأسبوع، يمكنه أن يسرّع التصعيد. وقد سبقت هذا القرار تفاهمات مع الولايات المتحدة ومصر وعدة دول أوروبية. ومن الواضح لجميع هذه الأطراف أن حماس قد تردّ بخرق لاتفاق وقف إطلاق النار الجزئي في قطاع غزة.
•الاعتقاد السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الآن هو أن الطريق الأكثر نجاعة لردع حماس، وهي الطريق التي أثبتت نفسها خلال السنوات الأخيرة، تكمن في حملة تصفيات ضد قادة الحركة. وإذا ما منحت حماس مسوّغاً كافياً لإسرائيل فمن شأن هذه الحملة أن تتجدّد. وفي هذه الحال لن يكون هنية الهدف الوحيد.