من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يتعين على إسرائيل، في اليوم الثالث لعملية "الرصاص المسبوك" في قطاع غزة، أن تختار طريقة عمل من اثنتين: إمّا أن تشن عملية عسكرية برية تطيح سلطة "حماس"، لكن من شأنها أيضاً أن تؤدي إلى تورط الجيش الإسرائيلي، وإما أن تنهي العملية العسكرية كلها على وجه السرعة، ومن دون أي عملية برية حقيقية. ومن المتوقع أن تصعّد "حماس"، في غضون الأيام القليلة المقبلة، إطلاق الصواريخ على الجبهة الإسرائيلية الداخلية، فقد أعلنت قيادة هذه الجبهة أمس أنه يتوجب على سكان بئر السبع ويفنه أن يستعدوا لسقوط الصواريخ، وأن يبقوا على مقربة من الأماكن المحصنة.
· على الرغم من العمليات الجوية الكثيفة خلال ثاني يوم من العملية، أمس، فإنها لم تتحول بعد إلى حرب شاملة، غير أن هذا الأمر يمكن أن يتغير في وقت لاحق. وقد بدت المناطق الإسرائيلية الواقعة إلى الجنوب من عسقلان، يوم أمس، أشبه بمناطق الأشباح. فالمحلات التجارية أغلقت أبوابها، والشوارع خلت من السيارات المدنية وإن بقيت تعج بسيارات وسائل الإعلام المختلفة ودوريات الشرطة وناقلات الدبابات الإسرائيلية المتوجهة إلى منطقة الحدود مع القطاع.
· لو أن هدف العملية العسكرية الإسرائيلية هو العودة إلى تهدئة مستقرة ودائمة [مع "حماس"] بشروط أفضل، لكان يتعين على إسرائيل أن تبدأ العمل في هذا الاتجاه منذ ما بعد ظهيرة يوم السبت الفائت، وبالتزامن مع انتهاء أول هجمة لطائرات سلاح الجو، وذلك عبر الإيعاز إلى الولايات المتحدة في التحرك من أجل اتخاذ قرار في مجلس الأمن في هذا الشأن، على غرار القرار 1701 في إبان حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]. لكن في ظل ضباب المعركة الدائرة، يثار شك في أن العملية العسكرية فتحت الشهية لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين من أجل الاستمرار فيها. ومن الجائز أن هناك مقاربة [إسرائيلية] أخرى آخذة في التبلور، فحواها أن "حماس" ستنهار في حال استمرار ضربها بضعة أيام أخرى.
· تعكس الرسائل التي توحي بها قرارات الحكومة الإسرائيلية جهوزية أساسية [للعملية العسكرية في غزة]، غير أنها تنطوي على تناقضات أيضاً. ففي الوقت الذي يتحدث المسؤولون الإسرائيليون عن احتمال إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية لبضعة أسابيع، ويتم تعطيل الدراسة في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، فإن استدعاء تشكيلات الاحتياط يتم على نطاق ضيق لا يتماشى مع نية شن عملية كبرى. مع ذلك، في إمكاننا أن نجازف ونراهن على حدوث عملية عسكرية برية محدودة، ولو من أجل إبعاد الشبهة عن إسرائيل في أنها تخشى تفعيل قواتها البرية، على غرار ما حدث خلال حرب لبنان الثانية، والتي أصبحت راسخة في وعي الجيران.
· هناك شك فيما إذا كانت القيادة الإسرائيلية نسقت فيما بينها بشأن استمرار العملية العسكرية. ويبدو أن الضلعين الأولين في الثالوث المؤلف من [رئيس الحكومة] إيهود أولمرت و [وزيرة الخارجية] تسيبي ليفني و[وزير الدفاع] إيهود باراك يتطلعان إلى عملية طويلة ومستمرة. ويتعين علينا أن نذكر أن المصير السياسي لهذا الثالوث مرهون بسير العملية العسكرية. فبينما تتجه أنظار ليفني وباراك إلى الانتخابات العامة [في 10 شباط/ فبراير 2009]، فإن أنظار أولمرت تتجه إلى محكمة التاريخ، وإلى الأمل بأن يكون في إمكانه العودة إلى سدة القيادة في المستقبل. غير أن سير العملية في غزة لا يزال مرهوناً، إلى حدّ كبير، بـ "حماس" فقط.
· في هذه الأثناء، تبذل إسرائيل جهوداً كبيرة من أجل تهدئة حزب الله في الحدود الشمالية، غير أنها في الوقت نفسه لا تغض الطرف عن لبنان.