· أوضحت المناقشات التي شهدها "فوروم تسبان" في واشنطن مؤخراً الخطوط العامة للسياسة الخارجية التي سينتهجها الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. ولقد شارك فيها زوج هيلاري، الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وأشخاص آخرون يبدو أنه سيكون لهم تأثير كبير في سياسة أوباما في الشرق الأوسط.
· لعل النقطة الأكثر أهمية بالنسبة إلى إسرائيل هي إيران. وعلى ما يبدو، فإنه ليس في نية إدارة أوباما اللجوء إلى الخيار العسكري ضد المشروع النووي الإيراني، وإنما البدء بمحادثات مع طهران. علاوة على ذلك، فإن هذه الإدارة تفترض أنه ليس لدى إسرائيل نيات حقيقية لمهاجمة إيران. ففي المرحلة الأولى ستخفف الولايات المتحدة من لهجتها العدائية إزاء إيران، وستوقف الأحاديث بشأن محور الشر، ولن يكون أوباما نفسه شريكاً في المحادثات، لكنه قد ينضم في مرحلة لاحقة إليها، في حالة تحقيق تقدم فيها.
· خلال المشاورات التي أجرتها زعامة الإدارة الأميركية الجديدة مع أشخاص عديدين، بينهم رؤساء سابقون، طُرحت فكرة إطلاق مبادرات سياسية جديدة في الجبهات كلها المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، والنزاع الإسرائيلي ـ السوري، والعلاقات بإيران، والحربين في العراق وأفغانستان. صحيح أن الموضوع الأكثر إلحاحاً هو الأزمة الاقتصادية، غير أن الفرضية السائدة تؤكد أنه من أجل النجاح في الموضوع الاقتصادي يجب إطلاق مبادرات في مجال السياسة الخارجية.
· ستحاول إدارة أوباما أيضاً أن تصحح ما بات يعتبر خطأ ارتكبته إدارتا كلينتون وبوش، وهو التأييد المطلق لسياسة الحكومات الإسرائيلية. والعبرة التي جرى استخلاصها في هذا الشأن، هي عدم الخلط بين التأييد المطلق لإسرائيل والتأييد المطلق لسياسة حكوماتها.
· يبدو أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع سورية أكبر [من احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين]، وذلك بسبب حاجة إسرائيل والولايات المتحدة إلى أن تنتقل سورية من الرعاية الإيرانية إلى الرعاية الغربية. ويتعين على إدارة أوباما أن تنتظر نتائج الانتخابات العامة في إسرائيل، غير أن الخبراء في الشؤون الإسرائيلية في واشنطن يقدّرون أن حكومة إسرائيلية برئاسة [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو ستبدي استعداداً للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل اتفاق سلام شامل مع سورية. كما أن إدارة أوباما تفترض أن الاعتبار الديموغرافي سيؤدي إلى أن تبدي إسرائيل مرونة في المفاوضات مع الفلسطينيين.