الانفجار في غـزة قادم لا محالــة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       هناك ثلاثة أرقام موجودة في صلب الجدل الإسرائيلي بشأن ما الذي يتعين أن نفعله إزاء غزة. الرقم الأول هو 20 كيلومتراً، والمقصود به هو المدى الأبعد المعروف للصواريخ التي في حيازة "حماس" في الوقت الحالي (والتي في إمكانها أن تصل إلى سديروت وعسقلان ونتيفوت وكريات غات). والرقم الثاني هو 40 كيلومتراً، والمقصود به هو المدى الذي يمكن لصواريخ "حماس" أن تصل إليه في غضون الأشهر القليلة المقبلة، إذا لم يتم وقف تقدم عملية صناعة الصواريخ الفلسطينية (وعندها ستصبح أوفاكيم وكريات ملاخي وأسدود وبئر السبع ويفنه في مرمى هذه الصواريخ أيضاً). والرقم الثالث هو 60 كيلومتراً، والمقصود به هو المدى الذي يتطلع الفلسطينيون إلى بلوغه في غضون الأعوام القليلة المقبلة (وعندها ستصبح القدس وتل أبيب ومنطقة غوش دان في مرمى الصواريخ أيضاً).

·       يفترض معظم أصحاب القرار في إسرائيل أن الانفجار في غزة قادم لا محالة، عاجلاً أم آجلاً. والخلاف هو بشأن ما إذا كان الذي يحدث الآن ـ إطلاق عشرات الصواريخ على النقب خلال كل أسبوع من الأسابيع القليلة الفائتة ـ يبرر شنّ عملية عسكرية فورية. ويدّعي مؤيدو عملية من هذا القبيل أن من الأفضل القيام بها من أجل كبح تعاظم قوة "حماس".

·       من الواضح أن التصعيد في قطاع غزة يرتبط بالانتخابات العامة في إسرائيل [والتي ستجري في 10 شباط/ فبراير 2009]. ويبدو أن "حماس" تصوغ سياستها من جديد، في الوقت الذي يدور جدل داخل إسرائيل. والموعد الحاسم هو 19 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، الذي يوافق مرور نصف عام على اتفاق التهدئة فيه. وتدّعي "حماس" أنه بعد انقضاء هذه الفترة يجب أن يوسع نطاق وقف إطلاق النار [مع إسرائيل] كي يشمل الضفة الغربية، وإلا يصبح لاغياً. وتنفي إسرائيل هذا الادعاء. وتدرك "حماس" أن احتمالات تحقيق هذا المطلب ضئيلة للغاية، لكنها على الرغم من ذلك تسعى، ومن خلال إتاحة المجال أمام الفصائل الأصغر منها، كي تطلق الصواريخ لتحقيق هدف إطالة أمد التهدئة من موقع قوة. ويبدو أنها تدرس إمكان تصعيد نشاطها إلى درجة خوض جولة حربية تستمر بضعة أيام قبل 19 كانون الأول/ ديسمبر 2008.

·       ما هو جواب إسرائيل؟ حتى الآن ما زال المواطنون في النقب عرضة لقصف الصواريخ، والجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات قليلة. وهناك ضباط كبار في قيادة الجيش يعترضون على موقف وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي يتحدث في الظاهر عن احتمالين فقط: إمّا تجديد التهدئة، وإمّا اندلاع حرب شاملة في القطاع. ويعتقد جزء من هؤلاء الضباط أن الوقت حان للعودة إلى "احتمال وسط" يتيح حرية عمل أكبر للجيش الإسرائيلي. ويتعين على الذين يتحفظون من عملية عسكرية كبيرة أن يعترفوا بأن الردع الإسرائيلي إزاء "حماس" آخذ في التراجع، يوماً بعد يوم.