الليكود يتمترس في اليمين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تدل تركيبة قائمة مرشحي حزب الليكود لانتخابات الكنيست [في إثر الانتخابات التمهيدية التي جرت أول من أمس] على مواقف هذا الحزب وسياسته المتوقعة، أكثر مما يدل عليه "السلام الاقتصادي" الذي يعرضه رئيسه [عضو الكنيست] بنيامين نتنياهو. وإن نظرة خاطفة إلى المرشحين الثلاثين الأوائل في هذه اللائحة ستكشف عن مجموعة يمينية، بل ويمينية متطرفة، سبق أن عارضت أي مبادرة للسلام، منذ اتفاق أوسلو وحتى إعلان أنابوليس. كما أن جزءاً من هذه المجموعة تمرد على خطة الانفصال [عن غزة] التي عرضها [رئيس الحكومة السابق] أريئيل شارون، وتحفظ من اتفاق السلام مع مصر، الذي توصل [رئيس الحكومة الأسبق] مناحم بيغن إليه.

·       إن قائمة مرشحي الليكود للانتخابات الإسرائيلية العامة لا تتماشى مع صورة السياسي المعتدل، التي يحاول نتنياهو أن يُدرج نفسه في إطارها، إذ إن المرشحين فيها، في معظمهم، احتلوا مكانتهم في الحلبة السياسية الإسرائيلية بفضل تأييدهم للمستوطنات، ومعارضتهم تقديم أي تنازل للطرف الفلسطيني، واحتجاجهم على محاولة استئناف المفاوضات مع سورية. وبرز جزء منهم بفضل مبادرات تهدف إلى الحدّ من صلاحيات المحكمة العليا.

·       لقد بذل نتنياهو جهوداً كبيرة من أجل عزل [مرشح اليمين الاستيطاني المتطرف] موشيه فايغلين وتصويره كما لو أنه شاذ وليس جزءاً عضوياً من الليكود. غير أن فايغلين الذي احتل مكاناً بارزاً في اللائحة (المكان الـ 20)، محاط بمرشحين لديهم برنامج سياسي لا يختلف عن برنامجه كثيراً. ويتقدمه في اللائحة مرشحون، مثل رؤوفين ريفلين (المكان الرابع) وبنيامين بيغن (المكان الخامس)، هاجموا نتنياهو عقب توقيعه اتفاق الخليل واتفاق واي مع [الرئيس الفلسطيني الراحل] ياسر عرفات. ويحتل المكان الثامن موشيه يعلون، الذي يجند مكانته كرئيس أسبق لرئاسة هيئة الأركان العامة من أجل أن يقضي على أي أمل بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل.

·       إن هذه القائمة الانتخابية تعمّق الفارق بين الليكود من جهة، وبين كاديما وحزب العمل من جهة أخرى. بناء على ذلك، سيكون من الأسهل على الناخبين الذين يعتقدون أن تكريس الوضع القائم في المناطق [المحتلة] ينطوي على مخاطر بالنسبة الى مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ويهدد علاقاتها الدولية، ويقوّض علاقاتها بالدول العربية المجاورة، أن يدلوا بأصواتهم لمصلحة الجهة التي تتلاءم مع مواقفهم.