· إذا لم يكن لدى قادة إسرائيل أي نية لفعل شيء في مقابل ما يحدث في غزة حتى وقت الانتخابات العامة المقبلة، فمن الأجدر بهم أن يبدأوا تحصين المواقع الاستراتيجية [في جنوب إسرائيل]، مثل ميناء أسدود، من أجل مواجهة احتمال تعرضها للقصف بالصواريخ. وعلى ما يبدو، فإن سلاح البحرية الإسرائيلية بات يتعامل مع الميناء العسكري في أسدود كما يتعامل مع ميناء حيفا، الموجود في مرمى صواريخ حزب الله.
· في الأسبوع الفائت أطلقت "حماس" نحو مئة صاروخ على إسرائيل. وقبل نحو شهر، وفي إثر قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد أحد الأنفاق، أطلقت الحركة 30 صاروخاً من طراز غراد كي تلمح إلى إسرائيل بأنها تخطط لأن تملي عليها اتفاق تهدئة مغايراً. وإذا كانت "حماس" تجيز لنفسها إطلاق 30 صاروخاً من أجل التلميح فقط فإن هذا يعني أن مخازنها ملأى بالصواريخ. وبحسب التقديرات [الاستخبارية] في إسرائيل، فإن "حماس" تملك مخزوناً من الوقود والغذاء يكفي للصمود لمدة شهر، في حالة تعرضها لهجمة عسكرية إسرائيلية. كما أنها تملك ثماني فرق جاهزة للقتال في ثلاث دوائر، هي دائرة الحدود [مع إسرائيل] ودائرة الحزام الأمني ودائرة العمق. ويضم هذا الجيش الحمساوي نحو 17 ألف مقاتل.
· طوال العام الفائت شاهدنا مرشدين ومستشارين أجانب يدخلون غزة ويخرجون منها، ويُعدون لـ "حماس" خطة دفاعية في مقابل أي عملية عسكرية إسرائيلية. وتقوم "حماس" بإطلاق الصواريخ، في الوقت الحالي، لأنها تلاحظ أن إسرائيل تعيش لحظة ضعف تعتبرها فرصة لفرض أصول جديدة للتهدئة المقبلة. يبقى السؤال: ماذا سيقول خبراؤنا جميعهم في حال قررت "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية أنها لا ترغب في تهدئة أخرى؟.