أكد أحد المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن هذا الأخير "تمكن من إحباط التمرد ضده داخل الليكود ولو بصورة موقتة على الأقل"، وذلك عقب اللقاء الذي عقده أمس (الأحد) في ديوانه في القدس مع أعضاء الكنيست من الحزب الذين أعلنوا تمردهم عليه. وقد بدا أعضاء الكنيست هؤلاء، في أثناء اللقاء مع نتنياهو، أكثر هدوءاً. وقام رئيس الحكومة بعرض الصيغة التي يعتمدها لتمديد تجميد أعمال البناء في المناطق [المحتلة] ثلاثة أشهر أخرى، مؤكداً أنه في حال عدم تلقيه رسالة خطية من واشنطن تتضمن تفصيلات الصفقة بين الجانبين فإنه لن يتم تمديد التجميد. وأضاف: "حتى الآن فإننا لم نحصل من الأميركيين على أي رسالة خطية تتضمن التفاهمات المبدئية التي توصلنا إليها. وفي حال حصولي على رسالة كهذه فإنني سأقوم بطرحها على المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وإذا لم أحصل على هذه الرسالة، فإنني لن أطرح موضوع تمديد التجميد على المجلس. وأنا متأكد من أن أعضاء المجلس الوزاري المصغر سيصادقون على تمديد التجميد لدى إطلاعهم على الرسالة لأنها تحافظ على مصالح إسرائيل".
ونفى نتنياهو ادعاء بعض أعضاء الكنيست من كتلة الليكود أنه تعهد بإنهاء موضوع حدود الدولة الفلسطينية في غضون ثلاثة أشهر [وهي الفترة المتوقعة لتمديد تجميد البناء الاستيطاني].
ومباشرة بعد لقاء نتنياهو أعضاء الكنيست المتمردين من الليكود عقد لقاء مع رئيسة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة حزب كاديما]. وقال مقربون من نتنياهو وليفني إن موضوع إنشاء حكومة وحدة وطنية لم يطرح في أثناء هذا اللقاء، كما أن رئيس الحكومة لم يقترح على كاديما الانضمام إلى حكومته. وقد تركز اللقاء على مناقشة موضوع إشغال المناصب الشاغرة في رئاسة بعض لجان الكنيست المهمة.
ونقلت صحيفة "هآرتس" (22/11/2010) عن أحد أعضاء الكنيست من الليكود الذين اشتركوا في اللقاء مع نتنياهو أمس (الأحد) قوله إن "اللقاء عقد في أجواء جيدة، وقد بدا نتنياهو أكثر تشاؤماً من المرات السابقة فيما يتعلق بموضوع تجميد أعمال البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. كما كان واضحاً أن رئيس الحكومة يواجه صعوبات كبيرة في الحصول على الرسالة التي يرغب فيها من المسؤولين الأميركيين".
وذكرت الصحيفة أن أكثر من 5000 شخص من الناشطين اليمينيين والمستوطنين، معظمهم من الشباب، قاموا أمس (الأحد) بالتظاهر قبالة ديوان رئيس الحكومة في القدس. وخطب في المتظاهرين الوزير عوزي لانداو [من حزب "إسرائيل بيتنا"] قائلاً: "لقد أكدنا مراراً وتكراراً أننا لن ننسحب من الجولان وغور الأردن، ولن نعود إلى حدود 1967 التي هي أشبه بحدود أوشفيتس [معسكر للإبادة النازية]، ولن نقسم القدس أو نفكك مستوطنات، ومع ذلك فإننا نرى أن الحكومات الإسرائيلية تبدي من عام على آخر الاستعداد لتقديم تنازلات". أمّا رئيس "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" [الضفة الغربية] داني دايان فقال إنه إذا لم يعد نتنياهو إلى موقعه السابق رئيساً للمعسكر القومي "فإننا لن نتحرك من هنا إلى أن يحدث مثل هذا التغيير".