· إن انسحاب الجيش الإسرائيلي الأحادي الجانب من جنوب لبنان، والذي تصادف في هذه الأيام ذكرى مرور عشرة أعوام عليه، كان بموجب قرار رسمي إسرائيلي واع، ولا يوجد شخص عاقل في إسرائيل يبدو نادماً عليه. وقد نجم هذا القرار عن ازدياد الجدل داخل إسرائيل بشأن ضرورة بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان في ضوء الثمن الدموي الذي كان يتكبّده هناك.
· ولا بُد من القول إن بقاء الجيش الإسرائيلي مرابطاً فيما سُمي "الحزام الأمني" [في جنوب لبنان] كان في حينه خطأ ارتكبه كل من شمعون بيرس ويتسحاق رابين ويتسحاق شامير. وطوال الفترة التي بقي فيها الجيش مرابطاً هناك [18 عاماً]، كانت الأسئلة المطروحة هي: ما الذي نفعله في جنوب لبنان؟ وعمّن يدافع الجيش الإسرائيلي هناك؟ وهل يدافع فعلاً عن المستوطنات الحدودية الشمالية؟ وقد تبين، في نهاية الأمر، أن الجنود الإسرائيليين كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط، وأن كثيرين منهم دفعوا حياتهم ثمناً لذلك.
إن الانسحاب من جنوب لبنان كان أمراً حتمياً، شأنه شأن الانسحاب من غزة ومستوطنات غوش قطيف [في سنة 2005]. وعلى الرغم من أنه يمكن توجيه انتقادات كثيرة إلى إيهود باراك، إلا إن قراره الانسحاب من جنوب لبنان [عندما كان رئيساً للحكومة في سنة 2000] كان قراراً صحيحاً وجريئاً.