من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من أن مناورات الجبهة الإسرائيلية الداخلية السنوية التي تحمل اسم "نقطة تحوّل 4"، والتي بدأت هذا الصباح وستستمر الأسبوع كله، تنطوي على مضايقات للمواطنين، إلا إنها مضايقات مبررة، وخصوصاً أن إسرائيل باتت في الآونة الأخيرة عرضة لخطر سقوط عشرات ألوف الصواريخ وقذائف الهاون، التي يمكن أن تصل إلى معظم أراضيها.
· إن هذا الخطر أصبح ملموساً وكبيراً. وإذا ما أردنا المقارنة بما كان في صيف سنة 2006 [في إبان حرب لبنان الثانية]، فإن الصواريخ التي أصبحت في حيازة حزب الله الآن يمكنها أن تصل إلى وسط إسرائيل وجنوبها. فضلاً على ذلك، فإن "حماس" تزودت بصواريخ يتجاوز مداها 50 كيلومتراً.
· ولعل الأهم من ذلك كله هو أن المفاهيم الاستراتيجية لدى خصوم إسرائيل قد تغيرت، ذلك بأن كلاً من "حماس" وحزب الله، بل حتى سورية وإيران، لم يعد يتطلع إلى القضاء على إسرائيل، أو إلى احتلال مناطق واسعة منها، وإنما إلى خوض حرب استنزاف تسفر عن تقويض قوة المواجهة لديها.
· وفي ضوء المعلومات التي قامت بنشرها وسائل إعلام عربية، والمتعلقة بتزود حزب الله بصواريخ متطورة من طرازM 600 ، فإن الإصابات يمكن أن تكون أكثر دقة، وأن تمس قواعد عسكرية حساسة ومنشآت استراتيجية. ولا شك في أن ذلك كله يستلزم استعدادات خاصة وإجراء مناورات.
· لكن في موازاة ذلك، يجب عدم إحداث بلبلة يمكن أن تؤدي إلى الاعتقاد أن هذه المناورات تعني أن خطر الحرب في الشمال أصبح على الأبواب. إن ما يتعين تأكيده في هذا الشأن هو أن مثل هذا الخطر قد تضاءل خلال الأسابيع القليلة الفائتة، ولا نكاد نعثر على جهة إسرائيلية واحدة تؤكد أن لدى الأطراف المذكورة مصلحة ملموسة في تصعيد الأوضاع حالياً.
· ومع ذلك، يجب عدم استبعاد اندلاع حرب في الشمال، والسبب قد يكون تفاقم الضغوط الدولية لوقف البرنامج النووي الإيراني، أو نجاح حزب الله، بصورة متأخرة، في الانتقام لمقتل [مسؤوله العسكري] عماد مغنية.
· وفيما يتعلق بمناورات "نقطة تحوّل 4" نفسها، فإنها ستفحص مزيداً من الخطط والوسائل الدفاعية [في مواجهة الصواريخ]، لكن لا بُد من القول إن بعض نقاط الضعف المقلقة لا يزال يعتور الاستعدادات الإسرائيلية للحرب المقبلة التي من المؤكد أن تندلع في غضون الأعوام القليلة المقبلة. وفي الوقت نفسه، ما زالت إسرائيل تعاني نقصاً كبيراً في منظومات إسقاط الصواريخ.