المساس بتأييد الجالية اليهودية الأميركية لإسرائيل، من جانب حكومة نتنياهو، ينطوي على خطر كبير
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن تراجع [الرئيس الأميركي] باراك أوباما عن رؤيته الخاصة المتعلقة بالسلام في الشرق الأوسط [كما تدل على ذلك وقائع لقاءاته، في الآونة الأخيرة، مع زعماء الجالية اليهودية في الولايات المتحدة] ربما سيسفر عن استدرار أموال مجموعة متبرعين يهود لمصلحة حزبه الديمقراطي، لكن من غير المؤكد أن يؤدي ذلك إلى رفع أسهمه لدى جمهور الناخبين اليهود.

·      إن ما تجدر الإشارة إليه هو أن العلاقات بين الجالية اليهودية في الولايات المتحدة وبين الجالية اليهودية في إسرائيل آخذة في التراجع. وفي هذا الإطار، نشر أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بيتر باينرت، وهو سليل عائلة يهودية أورثوذكسية أميركية، في آخر عدد من مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس"، مقالة أكد في سياقها أن الاغتراب الذي يتغلغل في صفوف يهود الولايات المتحدة، ولا سيما الشباب منهم، إزاء الفكرة الصهيونية، آخذ في الازدياد.

·      ويؤكد باينرت أيضاً أن "قلائل جداً من اليهود الليبراليين هم صهيونيون، كما أن قلائل جداً من اليهود الصهيونيين هم ليبراليون". ويشير إلى أنه في سنة 2008 قامت أكثرية الطلاب اليهود في جامعة براندايس (وهي جامعة أميركية يعتبر نحو نصف طلابها يهوداً، فضلاً عن كون أكثرية المتبرعين لها يهوداً) بالتصويت ضد اقتراح يدعو إلى إحياء الذكرى الـ 60 لاستقلال دولة إسرائيل.

إن ما يجب تأكيده إزاء ذلك هو أن يهود الولايات المتحدة كانوا على مرّ الأعوام أحد أهم الأرصدة الاستراتيجية للحركة الصهيونية، كما أن ارتباط الجالية اليهودية الأميركية بإسرائيل، وتأثيرها في مراكز القوى في الولايات المتحدة، يُعتبران من الركائز الأساسية لقوة الردع الإسرائيلية، ولذا فإن المساس بتأييد اليهود الأميركيين، من جانب حكومة نتنياهو، ينطوي على خطر لا يقل عن خطر المشروع النووي الإيراني.