على نتنياهو التوقف عن استخدام الحجج لتبرير غياب المبادرة السياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يصادف اليوم مرور شهرين على مؤتمر واشنطن الذي جرى خلاله إعلان استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لقد كانت التوقعات بشأن نجاح العملية ضعيفة، لكن النتائج الهزيلة لهذه المفاوضات فاجأت حتى المتشائمين، إذ أدى رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مواصلة تجميد البناء في المستوطنات، إلى تنفيذ الفلسطينيين تهديدهم والانسحاب من المفاوضات. كما رفض نتنياهو اقتراح الرئيس الأميركي مواصلة تجميد البناء 60 يوماً، في مقابل تقديمات عسكرية وسياسية تحصل عليها إسرائيل.

·       لقد عاد نتنياهو إلى أسلوبه المعهود في تقديم الذرائع لتبرير غياب العمل السياسي، وذلك من خلال تبادل الاتهامات مع الفلسطينيين. فهو يدّعي أن "البناء في يهودا والسامرة لن يؤثر في خريطة السلام"، كما لو أن هدف المستوطنات ليس فرض وقائع على الأرض تعوق أي تقسيم للبلد. ويبدو أن اقتراحه العلني بشأن التجميد الموقت للبناء في مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، هو عمل صبياني شعبوي تم رفضه بصورة قاطعة.

·       نتنياهو ليس مستعجلاً، فهو ينتظر الانتخابات النصفية التي ستجري غداً في الولايات المتحدة، وكذلك إقرار الميزانية في إسرائيل، وهو، في هذه الأثناء، يواصل تضييع الوقت في دعوات عقيمة إلى الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات، من دون أن يقدم أي مبادرة سياسية، ومن دون أن يبدي استعداده للتسوية، باستثناء استئناف البناء ما وراء الخط الأخضر. ويدل رفض نتنياهو اقتراح أوباما، على استعداده للدخول في مواجهة مع الإدارة الأميركية، مع محاولته الحصول على تأييد أخصام الرئيس الأميركي في الكونغرس. وقد أثار هذا الموقف خلافاً شديداً مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي يُعتبر من أهم المؤيدين لإسرائيل في المجتمع الدولي.

·       لقد أعلن نتنياهو في مؤتمر واشنطن أنه جاء من أجل السلام لا الجدال، وقال:"في لعبة تبادل الاتهامات، حتى المنتصرون يخسرون". والآن عليه أن يثبت ذلك. وبدلاً من البحث عن الحجج الناجحة، على نتنياهو أن يجمد البناء في المستوطنات، والدخول في البحث الجدي عن حلول للمشكلات الأساسية وفي طليعتها مشكلة الحدود، من أجل تحقيق التسوية. وفيما عدا ذلك، فإنه حتى لو نجح في لعبة الاتهامات، فإن إسرائيل هي الخاسرة.