لماذا يكرهنا الفلسطينيون ويطلقون علينا صواريخهم؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       عندما تسأل الطفلة والدتها: "لماذا يطلق الفلسطينيون الصواريخ علينا؟"، تجيبها الأم: "لأنهم يكرهوننا". ولدى سؤال الإبنة عن سبب هذه الكراهية تجيبها الأم لأن الفلسطينيين معادون للسامية. أما عندما يسأل المواطن العادي زعيمه السياسي عن سبب إطلاق الصواريخ من غزة على الرغم من انسحابنا منها، يرد عليه هذا الزعيم لأن الفلسطينيين يريدون الاستيلاء على دولتنا.

·       ليس من قبيل المبالغة القول إن هذا الكلام يعكس ثقافتنا السياسية في إسرائيل. إذ نحن نعتقد بأننا دائماً على حق، فقد قمنا بإخلاء المستوطنات اليهودية في غزة، وعلى الرغم من الألم الكبير، انسحبنا من جزء من أرض إسرائيل [أي غزة]، وغادرنا هذه الأرض التي هي من حقنا.

.......

·       إن تعرض المدن والبلدات الإسرائيلية للقصف الصاروخي من غزة أمر لا يمكن أن تقبل به أي دولة مستقلة ذات سيادة. لكن الدولة المستقلة الطبيعية هي التي تعرف حدودها، وتسعى عبر السبل الدبلوماسية إلى حل يجعل الدول المجاورة لها تعترف بوجودها. وفي الدولة الطبيعية لا يصر وزير الخارجية على الاقامة في منطقة تقع خارج سيادة الدولة [ إشارة إلى اقامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في مستوطنة نكوديم في الضفة الغربية]، كما أنه في الدولة الطبيعية لا يمكن أن يكون ثلثا السكان المقيمين في عاصمتها [المقصود سكان القدس من العرب] من غير مواطنيها ومن الذين يصرون على عدم الاعتراف بالسيطرة الأجنبية عليهم.

·       يتعين علينا ألا ننسى أن نحو 80% من سكان غزة الذين نعاقبهم لأنهم يقصفوننا بصورة عشوائية بصواريخهم هم إما لاجئون أو أبناء لاجئين غادروا الأرض التي نقيم نحن عليها. وبالنسبة لهؤلاء الفلسطينيين مستوطنة ملاخي هي بلدة قسطينة الفلسطينية، وإشدود هي إسدود العربية، وعسقلان هي المجدل. لقد مر أكثر من 65 عاماً وهم لم ينسوا هذه الأماكن، ولم ينسوا أن الإسرائيليين هم الذين طردوهم من هناك، أما نحن فطوال تلك الفترة لم نعترف أبداً بالغبن الذي لحق بهم بسببنا، ولم نفكر في التعويض عليهم.

·       لا خيار أمامنا إذا أردنا مواصلة العيش في الشرق الأوسط وليس الموت فيه، إلا أن نتصالح مع الناس الذين يقفون في مواجهتنا، كما علينا الاعتراف بالحقيقة التاريخية وليس تجاهلها. وعلى الرغم من أن اللاجئين لن يعودوا إلى وطنهم، والإسرائيليين لن يغادروا منازلهم، فإن  في استطاعتنا أن نفعل الكثير، وقبل كل شيء نستطيع أن نغير الطريقة التي نفكر فيها، وأن نقتنع بأنه ليس بالسلاح وحده يحيا الإنسان.