كبار الوزراء الإسرائيليين يفضلون الاستمرار في الهجمات الجوية وإرجاء شن عملية برية ضد القطاع
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

علمت صحيفة "معاريف" أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أصبح على أهبة الاستعداد لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، إلا إن كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية بمن في ذلك وزراء أعضاء في "طاقم التسعة" يفضلون الاستمرار في شن الهجمات الجوية وعدم إصدار أوامر تقضي باجتياح القطاع، وذلك بغية إتاحة مزيد من الوقت أمام المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة كل من مصر وتركيا وقطر.

كما علمت الصحيفة أن هؤلاء الوزراء يخشون من أن تؤدي أي عملية عسكرية برية تقدم عليها إسرائيل في الوقت الحالي إلى تورطها مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقد أكد بعضهم للصحيفة أنه حتى في حال اتخاذ قرار بشن عملية برية في وقت لاحق، فإنها ستكون محدودة للغاية وليست واسعة النطاق على غرار تلك التي شُنت في إبان عملية "الرصاص المسبوك" في شتاء 2009.

وقال عدد من الوزراء للصحيفة إنه على الرغم من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعدة زعماء في العالم الغربي، أكدوا مراراً وتكرارًا خلال الأيام القليلة الفائتة أن من حق إسرائيل أن تدافع عن أمنها وعن أمن سكانها في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ عليها من القطاع، إلا إن التقديرات السائدة في القدس تشير إلى أن الإقدام على شن عملية برية من شأنه أن يغير قواعد اللعبة، وأن يجرّ على إسرائيل ضغوطاً دولية كبيرة.      

مع ذلك، واصل كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك، إطلاق التهديدات بتوسيع نطاق عملية "عمود السحاب" التي يشنها الجيش على القطاع منذ يوم الأربعاء الفائت.

فقد أكد نتنياهو، في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية قبل ظهر أمس (الأحد)، أن إسرائيل تقوم بجباية ثمن باهظ من حركة "حماس" وسائر المنظمات "الإرهابية"، وأن الجيش مستعد لتوسيع رقعة عملية "عمود السحاب" بشكل ملموس. وأبدى تقديره للتعبئة السريعة لجنود تشكيلات الاحتياط الذين أتوا من كل أنحاء البلد لتنفيذ المهمة التي ستوكل إليهم، وشدّد على أن جنود الاحتياط والجيش النظامي مستعدون لتنفيذ أي أوامر ستصدر لهم.

وأضاف رئيس الحكومة أن الجيش استهدف [حتى يوم أمس] أكثر من 1000 موقع تابع للمنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة، وأنه يواصل عملياته لاستهداف مواقع أخرى تضم الأسلحة التي توجه ضد سكان إسرائيل، ولضرب العناصر التي تطلقها وأولئك الذين يقفون وراءهم. كما أشار إلى أنه يواصل إجراء محادثات مع زعماء كثيرين في العالم، وإلى أنهم يبدون تفهماً إزاء حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وقال نتنياهو: "إنني أؤكد في محادثاتي هذه أن إسرائيل تبذل جهودًا كبيرة من أجل تجنب إلحاق أي أضرار بالمدنيين في الوقت الذي تبذل حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى كل جهد مستطاع من أجل ضرب أهداف مدنية في إسرائيل. إننا حكومة تتسم بالمسؤولية، لكن شأنها شأن أي حكومة أخرى تظل ملتزمة أكثر من أي شيء آخر بتوفير الأمان لمواطنيها، ونحن نعمل وفقا لهذا الالتزام. وفي نهاية الأسبوع الفائت تحدثت مرة أخرى مع الرئيس الأميركي أوباما وشكرته على دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وعلى دعمه هو ودعم الشعب الأميركي لتطوير منظومة القبة الحديدية [المضادة للصواريخ قصيرة المدى]".

وكان بيان صادر عن ديوان رئيس الحكومة أمس (الأحد) قد أشار إلى أن نتنياهو تحادث منذ نهاية الأسبوع الفائت مع المستشارة الألمانية، ومع رؤساء الحكومات في كل من إيطاليا واليونان وتشيكيا وبريطانيا وبولندا والبرتغال بلغاريا.

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة تحادث أيضًا مع الرئيس الأميركي أوباما للمرة الثانية منذ بدء عملية "عمود السحاب"، وأعرب عن تقديره الكبير لدعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وشكره على الدعم المالي الأميركي للتزود ببطاريات "القبة الحديدية".

من جانبه أكد وزير الدفاع باراك، في أثناء جولة تفقدية قام بها أمس (الأحد) في موقع منظومة "القبة الحديدية" في منطقة غوش دان [وسط إسرائيل] برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل دان شابيرو، أن إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق عملية "عمود السحاب" والقيام بشن عملية برية إذا ما اقتضت الضرورة، وأشار إلى أن إسرائيل لا ترفض وقف إطلاق النار إلا إنها ستدرس ذك بعناية، وستتأكد من أن العملية العسكرية قد حققت الأهداف المحددة لها قبل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار. وشدّد على أن إسرائيل لا تصر على القيام بعملية برية لكنها لا تخشى من هذا الاحتمال. وأعرب السفير شابيرو عن دعم واشنطن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

على صعيد آخر قالت مصادر مصرية رفيعة المستوى إن المحادثات التي جرت في القاهرة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ما زالت مستمرة ولم تمن بالفشل، وأشارت إلى أن مسؤولا أمنيًا إسرائيليًا رفيع المستوى عقد أمس (الأحد) اجتماعات مع مسؤولين مصريين أمنيين رفيعي المستوى وحصل منهم على شروط حركة "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية فيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، وقد عاد هذا المسؤول إلى إسرائيل ونقل تقارير بشأن المحادثات التي أجراها إلى كبار المسؤولين فيها.

وأكدت هذه المصادر المصرية نفسها أن المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار تجري أيضاً باشتراك مندوبين من قطر ومصر وتركيا، ذلك بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يقوم هذه الأيام بزيارة رسمية لمصر. ويمثل الفصائل الفلسطينية في هذه المحادثات كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح. وقد طالبت الفصائل الفلسطينية برفع الحصار عن غزة، وإبقاء المعابر إلى القطاع مفتوحة طوال الوقت أمام حركة الناس والبضائع، ووقف سياسة الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل.

هذا، وتعرضت مستوطنات المنطقة الجنوبية ومدنها طوال يوم أمس (الأحد) إلى إطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع. وبلغ عدد الصواريخ من طراز غراد التي أطلقت على مدينة بئر السبع، عاصمة منطقة النقب، منذ بدء عملية "عمود السحاب" وحتى يوم أمس أكثر من 100 صاروخ، أي ضعف عدد الصواريخ التي أطلق عليها في أثناء عملية "الرصاص المسبوك" كلها والتي استمرت ثلاثة أسابيع. وقد تمكنت منظومة "القبة الحديدية" من إسقاط معظمها. كما تعرضت مدينتا أسدود وعسقلان إلى إطلاق عشرات الصواريخ. وتسبب سقوط بعض هذه الصواريخ في مناطق آهلة بالسكان بوقوع أضرار مادية كبيرة، لكنه لم يتسبب بوقوع إصابات بشرية. وأطلقت عدة صواريخ على منطقة غوش دان تمكنت منظومة "القبة الحديدية" من إسقاطها.

من ناحية أخرى، قالت مصادر رفيعة المستوى في الجيش الإسرائيلي إن مقتل 11 شخصاً  من أفراد عائلة الدلو في مدينة غزة أمس (الأحد) نجم عن قيام سلاح الجو بقصف منزل العائلة بطريق الخطأ، بعد أن تلقى معلومات تفيد بأن أحد قادة سلاح المدفعية في حركة "حماس" يحيى عباية مختبئ فيه.