· اعتقد أن إسرائيل قد استنفدت جميع الأهداف التي وضعت للهجوم الجوي على غزة، إذا لم يكن الجزء الأكبر منها. والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل ننهي العملية العسكرية ونتوصل إلى وقف لإطلاق النار؟ أم نجتاح غزة براً ؟ يمكننا تأجيل القرار لبضعة أيام، لكن كل يوم يمر سندفع ثمنه من توقف عجلة الحياة داخل الدولة، ومن حياة المواطن في الجبهة الخلفية، وسيكون له أثره على الاقتصاد الوطني.
· إن الهجوم البري على غزة يبدو منطقياً في حالة واحدة فقط إذا كان الهدف منه انهاء سلطة "حماس. ولا بد من القول إن هذا سيشكل خطوة بعيدة الأمد لها ثمن بشري باهظ، وستكون لها انعكاساتها السياسية في مواجهة العالم العربي، حتى لو كانت خطوة ناجحة. وقد تجد نفسها إسرائيل بعدها مسؤولة من جديد عن غزة مع كل ما يستتبع ذلك. ونظراً لتكرار وزراء الحكومة بأن هدف العملية العسكرية ليس القضاء على سلطة "حماس"، فإنه يمكننا القول بأنه ليس هناك مبرر منطقي للهجوم البري على غزة. مثلما لم يكن هناك أي مبرر منطقي لمثل هذا الهجوم خلال عملية "الرصاص المسبوك" [سنة 2008-2009].
· إن الإعلان من طرف واحد عن وقف إطلاق النار له ميزة بأنه يفرض حقائق من دون جميل من أحد، لا من جانب الأعداء ولا من جانب طرف ثالث. لكنه من جهة أخرى لا يحمل في طياته حلاً، ولا يضع قواعد جديدة، لذا من الأفضل عامة وساطة طرف ثالث.
· لقد شكلت الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المصرية هاشم قنديل إلى غزة مؤشراً على استعداد مصر للتوسط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار. وفي حال كان هذا صحيحاً فإن ذلك سيكون الخيار الأفضل بالنسبة لنا. فالوساطة المصرية بين "حماس" وإسرائيل بشأن شروط التوصل إلى وقف إطلاق النار ستعيد السفير المصري الجديد الذي استدعي إلى بلاده "للتشاور"، وسوف تمنح مصر دوراً من شأنه مساعدتنا في مواجهتنا مع "حماس" كلما احتجنا إلى ذلك.
· لقد كان من المفترض بعملية "عمود السحاب" معالجة مشكلة سقوط القذائف على جنوب إسرائيل، وليس اقتلاع المشكلة من جذورها. لذا يجب ألا نتوقع بعد انتهاء هذه المعركة ألا تتجدد. لقد قام سلاح الجو بمهمته على أفضل وجه، وكان اغتيال أحمد الجعبري عملية مهمة جداً، كما لا يمكن الاستهانة بالثمن الذي دفعناه لقاء ذلك. لقد حان الوقت لإنهاء العملية والإعلان بأن أهدافها المحدودة قد تحققت.