عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ظهر أول أمس (الجمعة) اجتماعاً مع رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس في ديوان هذا الأخير في القدس، وذلك بغية إطلاعه على آخر تطورات عملية "عمود السحاب" العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ يوم الأربعاء الفائت.
وقال رئيس الدولة في مستهل هذا الاجتماع إن هذه العملية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية تستحق اسمها، ذلك "بأن إسرائيل لا يمكنها أن تبقي نساءها وأطفالها رهائن في يد حركة حماس التي تطلق عليهم الصواريخ من دون أي مبرر".
وأطلع بيرس رئيس الحكومة على المحادثات التي أجراها مع عدد من الزعماء في العالم خلال الأيام الأخيرة، وقال: "لقد تحدثت مع رؤساء عدة دول في العالم وفي مقدمهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، وخرجت بانطباع فحواه أن لا أحد يشكك في حقنا المشروع في الدفاع عن أمننا وأمن سكاننا".
وأضاف أن "هذه العملية لا تشكل بداية حرب بل إنها دفاع سليم عن مواطنينا، والعالم يقف إلى جانب إسرائيل. وحتى أولئك الذين ينتقدوننا عليهم أن يعرضوا اقتراحاً يتعلق بكيفية إيقاف إطلاق الصواريخ من جانب حماس، ولا أحسب أن أي دولة في العالم تقبل بأن يعيش أطفالها في مثل هذه الحالة".
وأشار نتنياهو من جانبه إلى أن الجيش الإسرائيلي مستمر في تسديد ضربات مؤلمة إلى حركة "حماس"، وهو على أهبة الاستعداد لتوسيع رقعة العملية إلى داخل غزة.
وأضاف: "حتى الآن حققنا إنجازات كثيرة من خلال هذه العملية، وننوي أن نستمر في إلحاق أضرار كبيرة بترسانة الصواريخ التي تطلق على المنطقتين الجنوبية والوسطى".
وشدّد على أن الهدف الأهم للعملية هو القضاء على البنية "الإرهابية" التحتية في غزة، مع بذل أقصى الجهود لتجنب إلحاق أضرار بالسكان المدنيين.
هذا، وتم أول أمس (الجمعة) نصب بطارية خامسة من منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ قصيرة المدى] في منطقة غوش دان [وسط إسرائيل]. وقد نجحت أمس (السبت) في إسقاط صاروخ أطلق على هذه المنطقة من قطاع غزة.
وكان هذا الصاروخ هو الخامس الذي يتم إطلاقه على هذه المنطقة منذ بدء عملية "عمود السحاب"، وقد أطلقت الصواريخ الأربعة السابقة على مدينتي ريشون لتسيون وتل أبيب، وسقطت في مناطق مفتوحة.
وتعتبر هذه البطارية الخامسة الأكثر تطورًا من بين منظومات "القبة الحديدية"، وهي مزودة بجهاز رادار متقدّم للغاية من طراز MMR.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في سلاح الجو الإسرائيلي إنه حتى يوم أمس (السبت) نجحت منظومات "القبة الحديدية" الأربع الأخرى في إسقاط أكثر من 250 صاروخًا أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل، وأشارت إلى أن نسبة النجاح التي سجلتها المنظومة حتى الآن تجاوزت الـ 85%، ذلك بأنها تتصدى للصواريخ التي يتم توجيهها نحو المناطق الآهلة بالسكان، ولا تتصدى للصواريخ التي يتم توجيهها نحو مناطق مفتوحـة.
وكان من المتوقع أن يتسلم سلاح الجو هذه البطارية الخامسة في بداية سنة 2013، لكن قبل فترة وجيزة تقرّر في رفائيل [سلطة تطوير الوسائل القتالية في إسرائيل] تسريع عملية إنتاجها. وقالت مصادر رفيعة المستوى في سلاح الجو إنه سيتم تسليم هذا السلاح بطارية سادسة في منتصف سنة 2013. كما تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة ميزانية خاصة لتمويل إنتاج أربع بطاريات أخرى حتى يكون في حيازة سلاح الجو بعد عدة أعوام عشر بطاريات من منظومة "القبة الحديدية".
على صعيد آخر أطلقت حركة "حماس" أول أمس (الجمعة) لأول مرة صاروخاً على منطقة القدس، لكنه لم يتسبب بوقوع إصابات أو أضرار. وفي وقت لاحق قال بيان صادر عن حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي إنهما أطلقتا عدة صواريخ على تل أبيب وعلى الكنيست الإسرائيلي في القدس تسببت بوقوع إصابات وأضرار.