التغيير السياسي في مصر واتفاق السلام مع إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
- ما زال من الصعب حالياً تقدير وجه مصر الجديد، لكن في إمكاننا توقع توجهاتها المحتملة. ففي نهاية السبعينيات خرجت مصر من دائرة القتال ضد إسرائيل، بعد أن شكلت عدواً خطراً. ومع مرور الأعوام، طرأ تحسن إيجابي على شبكة العلاقات بين مصر وإسرائيل ونشأ بينهما تعاون استراتيجي. واليوم، عشية الانتخابات في مصر، لا يمكن معرفة موقف الحركات الإسلامية، مع أنه من شبه المؤكد أنها ستعزز قوتها. كذلك، من غير المعروف ما إذا كان المال السعودي والسلاح الأميركي سيمنعان انجراف السياسة المصرية، وما إذا كانت مصر ستبقى لاعباً إقليمياً فاعلاً كما كانت في عهد مبارك، أم أنها ستنغلق على نفسها حتى تحل مشكلاتها الداخلية.
- بالنسبة إلى إسرائيل هناك غموض على مستويين، هما: أولاً، كيفية المحافظة، في المدى البعيد، على الإطار الرسمي لاتفاق السلام؛ ثانياً، الانعكاسات المباشرة لما يجري على التعاون الاستراتيجي بين الدولتين.
- في إثر الإطاحة بحسني مبارك ازدادت قدرة أطراف خارجية على تحدي العلاقة بين إسرائيل ومصر، والمقصود هو محاولات حزب الله و"حماس" إثارة احتكاكات بين مصر وإسرائيل على الحدود الجنوبية.
- من الواضح أن علاقات مصر الجيدة بإسرائيل وبالولايات المتحدة مرتبطة بقدرة الجيش المصري على البقاء في السلطة، إذ يشكل قادة الجيش المصري جزءاً مهماً من الطبقة الوسطى المصرية، ويتمتع الجنود المصريون بمستوى معيشي أفضل نسبياً عن غيرهم لأن حاجاتهم الدنيا يؤمنها الجيش. وهذا من شأنه أن أن يثير حفيظة الجماهير في الأرياف وفي المناطق التي تعاني من الضائقة داخل المدن.
- استناداً إلى ذلك، فإن من مصلحتنا بقاء الجيش المصري في موقعه، لأنه، وفي حال خسر الجيش قدرته، ستدخل مصر في مرحلة من الغموض ومن ضعف السلطة، وسيتدهور الوضع الاقتصادي، الأمر الذي سيؤدي إلى توجيه الغضب تجاه إسرائيل ووقف التعاون بين الدولتين.
- وعلى الرغم من أن تغير الحكم في مصر لن يجعل إسرائيل في مواجهة خطر عسكري مباشر، حتى لو ضعف نفوذ الجيش المصري بصورة كبيرة، فإن علينا أن نستعد منذ الآن على عدم اعتبار الحدود مع مصر حدود سلام.