المخاطر الاستراتيجية المتوقعة من مصر ليست كبيرة
تاريخ المقال
المصدر
- على الرغم من أن المخاطر المتوقعة من آخر الأحداث التي تشهدها مصر ليست كبيرة، كما يؤكد جزء من السياسيين والمحللين، إلاّ إن هذه الأحداث يجب أن تثير القلق في إسرائيل لأنها تشير إلى أن مصر ستدخل في خضم مرحلة تتسم بعدم الوضوح ولا بد من أن تؤثر فينا.
- ويمكن أن نقسم هذه المخاطر إلى نوعين، هما: مخاطر تكتيكية، ومخاطر استراتيجية. ومن الواضح أن المخاطر التكتيكية يمكن، قبل أي شيء، أن تكون ناجمة عن احتمال تحول شبه جزيرة سيناء إلى منطقة لا تخضع لسيطرة أي جانب، فتصبح نقطة جذب لعناصر معادية لإسرائيل بدءاً بالمنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة وانتهاء بتنظيم القاعدة. وهذا النوع من المخاطر يلزم إسرائيل، أساساً، رفع جهوزيتها الاستخباراتية إلى الحدود القصوى، وتعزيز قواتها المرابطة في منطقة الحدود مع مصر، وتسريع عملية إنشاء الجدار الأمني الحدودي على طول هذه المنطقة.
- أمّا المخاطر الاستراتيجية فيمكن أن تكون ناجمة عن تحول مصر إلى دولة عدوة، وعن ازدياد احتمال اندلاع مواجهة عسكرية بينها وبين إسرائيل. لكن لا بد من القول إن هذين الاحتمالين يبدوان بعيدين وضئيلين للغاية.
- وحتى في حال سيطرة حركة الإخوان المسلمين على السلطة المقبلة في مصر، فإن هذه الحركة لن تكون راغبة في خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وذلك لأربعة أسباب رئيسية هي: أولاً، إن الواقع السياسي السائد في مصر الآن يلزم أي سلطة مقبلة أن تركز على استقرار الأوضاع الداخلية؛ ثانياً، سيكون التحدي الأهم الماثل أمام هذه الحركة هو تحسين الوضع الاقتصادي، ومعروف أن الاستقرار الاقتصادي في مصر يعتمد على أربعة مصادر أساسية هي السياحة، وحركة الملاحة في قناة السويس، وتصدير الغاز الطبيعي إلى الدول المجاورة، واستثمارات الدول الغربية؛ ثالثاً، تعلق مصر من الناحيتين العسكرية والاقتصادية بالمساعدات الأميركية والتي يمكن لأي مواجهة عسكرية [مع إسرائيل] أن تؤدي إلى وقفها؛ رابعاً، عدم وجود سبب وجيه لخوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل بعد أن انسحبت هذه الأخيرة من آخر ذرة تراب من الأرض المصرية.
- بناء على ذلك، أقول إن ما يتعين علينا فعله في غضون الأعوام القليلة المقبلة هو التركيز على خطر "الإرهاب" على طول منطقة الحدود مع مصر، وليس على احتمال وقوع حرب إسرائيلية - مصرية.
