إسرائيل بحاجة إلى هيئة أركان عامة مدنية ذات تفكير مغاير
تاريخ المقال
المصدر
- على الرغم من عدم وجود صلة مباشرة بين إسرائيل وبين التطورات الثورية التي جرت وتجري في كل من مصر، وسورية، واليمن، وتونس، وليبيا، ودول عربية أخرى، إلاّ إنه ما من شك في أن نتائج هذه التطورات ستصل في خاتمة المطاف إلى تخوم إسرائيل، وستؤثر في مستقبل كل مواطن فيها، ولا سيما أنه بات من الواضح أن هذه التطورات رفعت كثيراً أسهم الإسلام المتطرف وعززت قوة حركة الإخوان المسلمين، ومعروف أن هذه الحركة الأخيرة لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود.
- وما يمكن قوله هو أن تعزز قوة الإسلام المتطرف من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء اتفاقيتي السلام مع كل من مصر والأردن، وإلى وقف أي تعاون إسرائيلي- فلسطيني، وإلى اضطرار إسرائيل إلى مضاعفة ميزانيتها الأمنية، الأمر الذي سيؤثر في حياة كل مواطن إسرائيلي. وعملياً ستصبح إسرائيل دولة محاصرة من كل جانب بإسلام متطرف سيحاول أن يضيق الخناق عليها أكثر فأكثر.
- في موازاة ذلك، فإن التطورات السياسية الأخيرة الجارية في الجانب العربي تؤجج معركة نزع الشرعية عن إسرائيل في أوساط شعوب العالم كافة. وهي معركة من دون حدود، وتضع صعوبات كبيرة أمام إسرائيل في مجالات متعددة، في حين أنها لا تملك حتى الآن أي رد لائق عليها.
- بالإضافة إلى ذلك هناك التطورات الديموغرافية، وثمة إجماع على أننا لن نتمكن من كبح هذه التطورات على الإطلاق، لا في مجال التنافس مع عرب إسرائيل، ولا في مجال التنافس مع الفلسطينيين أو مع الدول العربية. ويكفي لإثبات ذلك أن نشير إلى أنه لدى توقيع إسرائيل اتفاق السلام مع مصر [في سنة 1979] كان عدد سكان هذه الأخيرة 32 مليون نسمة، أمّا الآن فإن عددهم قد بلغ 84 مليون نسمة.
- إن أي محاولة لمواجهة هذه الصعوبات كلها تحتاج إلى هيئة أركان عامة مدنية تفكر على نحو مغاير وخلاّق، لا إلى هيئة أركان عامة عسكرية. ويبدو أننا ما زلنا نفتقر إلى هيئة أركان عامة كهذه.