الانتخابات في مصر تحد لإسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إن الدورة الأولى لانتخاب مجلس الشعب المصري هي الثمرة الديمقراطية الأولى للثورة، وهي تطرح تحدياً تاريخياً على الشعب المصري الذي اعتاد أن يتعامل مع الانتخابات بصفتها تخضع للسلطة الحاكمة، لا بصفتها سوطاً في يد الشعب، أو وسيلة لبناء النظام المنشود.
- لا يحتاج الشعب المصري إلى درس في الديمقراطية أو في القيم الليبرالية، إذ إن مصر تعرف ما هو النقاش العام والقيم الليبرالية، ويعرف مفكروها كيف يناضلون دفاعاً عن قيمهم وليس فقط عن مبادئهم السياسية. لقد استندت ثورة 2011 على هذا الوعي التاريخي الذي يستمد قوته اليوم من الاعتراف بقدرة الشعب، ومن ضرورة خضوع النظام، أي نظام، إلى إرادة هذا الشعب.
- طبعاً، تثير هذه التغييرات العظيمة مخاوف كبيرة، منها: هل ستمر الانتخابات بسلام وهدوء حتى يحين موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/يونيو؟ وهل يمكن أن تؤدي خسارة العديد من الحركات في الانتخابات إلى نشوب مواجهات عنيفة؟ وكيف سينجح النظام الجديد في بلورة خطة اقتصادية تلبي الحاجات الماسة لمصر وتحول دون انهيار هذا البلد؟ وما هي السياسة الخارجية للنظام الجديد؟
- إن جميع هذه المخاوف مشروعة، لكن من المبكر، ومن غير المجدي، أن نبدأ بالحديث عن سيناريوهات مرعبة. ثمة تخوف في إسرائيل، وفي أماكن أخرى، من الإخوان المسلمين، لكن علينا ألاّ ننسى أن الحركات العلمانية المصرية أيضاً تعتبر إسرائيل خطراً ودولة احتلال وممثلة للاستعمار. فالموقف من إسرائيل لا يرتبط بالضرورة بالنظرة الدينية، بل يرتبط أيضاً بالظلم الذي ألحقته إسرائيل بالشعب الذي تحتله.
- من هنا، فإن تحميل الإخوان المسلمين أو الإسلام عامة، وحدهم، مسؤولية التغير في الموقف من إسرائيل هو بمثابة ذر الرماد في العيون. لذا، على إسرائيل أن تعترف بأن الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة آخذ في التغير، وعليها أن تبحث في كيفية ملاءمة سياستها مع هذه التغيرات بدلاً من إثارة الشكوك والمخاوف منها.