لا مصلحة لمصر ولا قدرة استراتيجية لها على الدخول في حرب ضد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • يشارك المصريون، هذا الصباح، في انتخابات ديمقراطية وتاريخية من أجل انتخاب برلمان مصري جديد. وتشير التوقعات إلى ازدياد كبير في قوة الإخوان المسلمين، وإلى احتمال وصولهم إلى السلطة، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة في إسرائيل انعكست في عناوين الصحف الإسرائيلية. فمن وجهة النظر الإسرائيلية، يشكل ما يجري في مصر تهديداً استراتيجياً لها، ويساهم في خلق أجواء من الهستيريا العامة...
  • إلاّ إن مصر، حتى بعد سيطرة الإخوان المسلمين عليها، لا يمكنها أن تشكل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل. صحيح أنها ستكون قادرة على التأثير في حجم تدفق السلاح إلى غزة، وستسيطر بصورة غير مباشرة على مستوى الإرهاب، لكنها لن تكون معنية ولا قادرة على الدخول في حرب ضد إسرائيل. وكل من سيصل إلى السلطة في مصر يدرك أن لا أمل لبلاده بالانتصار في هذه الحرب.
  • ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن وصول أطراف غير مقربة من الغرب إلى الحكم في دول عربية سينعكس سلباً على اقتصادات هذه الدول. فالدول التي تحكمها حكومات تريد إعادة نمط الحياة إلى ما كان عليه في القرن التاسع، لا يمكنها أن تحصل على قروض كبيرة، إذ لن تخاطر المؤسسات الاقتصادية العالمية بوضع أموال مستثمريها في خدمة أنظمة دول تريد تصدير الثورة الإسلامية. وعلى الأرجح، فإن رجال الأعمال في هذه الدول نفسها سيقومون بتحويل أموالهم ومواردهم إلى أماكن أخرى تخضع لقانون عصري ولمنطق اقتصادي واضح.
  • لقد كانت مصر في وضع اقتصادي صعب للغاية في عهد مبارك، ومنذ سقوطه شهد الاقتصاد المصري تدهوراً كبيراً، وأي عملية لترميمه ستستغرق أكثر من 15 عاماً، وهي في أحسن الأحول ستحتاج في ظل حكم إسلامي متشدد، إلى ثلاثة عقود.
  • من هنا، فإن تأثير وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر سيكون ثانوياً في إسرائيل التي ينبغي لها أن تحترم كل انتخابات ديمقراطية للشعب المصري، وأن تعلن ذلك. ولكن يجب أن نكون متيقظين، وأن نعمل على تعزيز أمننا على طول الحدود مع مصر، والامتناع من التورط في تصريحات خطرة.
  • إن مصر، مثلها مثل كل الدول العربية الأخرى، ستكون مشغولة في الأعوام المقبلة بالشأن الداخلي، وستكون الأغلبية الساحقة من مواطنيها مهتمة بمستقبل بلدها وبصعوبات الحياة اليومية، لذا علينا ألاّ نحول النقاش السياسي في اتجاهنا.