· يبدو أن الأميركيين قرروا أن يذلّوا السوريين، وذلك بعد أن تمادى الحاكم السوري في الاختباء وراء تنظيم القاعدة، مثلما يختبئ وراء حزب الله. لقد خُيّل له أن في إمكانه أن يتصرف على الحدود السورية ـ العراقية على غرار ما يفعل على الحدود السورية - اللبنانية، أي أن يتيح المجال أمام عمليات تهريب الأسلحة من دون أن يتعرض له أحد.
· لم تتلقَّ إسرائيل أي إخطار مسبق بشأن العملية العسكرية الأميركية في سورية أمس، مع أن الأميركيين، عادة، يشركون إسرائيل في الحالات التي يمكن أن تؤدي عملية عسكرية أميركية إلى ردة فعل ضد إسرائيل.
· لقد سارع السوريون إلى نشر نبأ العملية العسكرية التي مسّت سيادتهم، وقد تصرفوا هكذا عندما قام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف المفاعل النووي في سورية [في أيلول/ سبتمبر 2007]. ويبدو أن سورية تهدف، من وراء ذلك، إلى حصر الموضوع في نطاق محدود، وعدم تركه عرضة للشائعات.
· هناك شك فيما إذا كان السوريون يفكرون في القيام برد عسكري على الأميركيين. ومهما يكن الأمر، فإن الكرة الآن هي في الملعب السوري. إن ما يجدر ذكره، في هذه المناسبة، هو أن إسرائيل أيضاً وجهت، أمس، إنذاراً كلامياً إلى سورية، لكنه ينطوي على تهديد باستعمال القوة. فقد التقى وزير الدفاع، إيهود باراك، أمس، قائد القوات الدولية [اليونيفيل]، ووجه عبره إنذاراً إلى سورية فيما يتعلق بموضوع نقل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات إلى حزب الله. وترى إسرائيل أن ذلك يتناقض مع قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما أنه يخرق التوازن، ويهدد حرية سلاح الجو الإسرائيلي في التحليق [فوق لبنان]. ويتعين أن ننتظر كي نرى كيف ستكون ردة فعل سورية على هذا الإنذار.