العملية العسكرية الأميركية في شمال شرقي سورية ذات أبعاد سياسية مهمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن سياق العملية العسكرية الأميركية في شمال شرقي سورية، يوم أمس، هو سياق عراقي أساساً، من ناحية الأميركيين، ويهدف إلى التعرض لمن يتسبب بمشكلات لهم في الساحة الخلفية، ولمن يعرقل محاولات تحقيق الاستقرار في العراق، من خلال هجمات تنطلق من منطقة الحدود السورية. لكن، في نظر إسرائيل، ثمة أبعاد مهمة للعملية تتعلق بسورية أيضاً.

·       لقد جرى تفسير استعداد [الرئيس السوري] بشار الأسد، لتجديد المفاوضات السياسية مع إسرائيل، قبل نحو عام، بأمله بأن يؤدي ذلك إلى تقارب، ولو بسيط، بين دمشق وواشنطن. غير أن هذا لم يحدث، وبقيت إدارة جورج بوش متشككة إزاء النظام السوري، واستمرت في اعتباره جزءاً من "محور الشر"، على الرغم من أنها لم تفرض حظراً على الاتصالات بين إسرائيل وسورية. كما إنها رفضت أن تتخذ خطوات عملية من شأنها أن تشجع السوريين على التقدم في المفاوضات. ويتبين الآن أيضاً أنها لا تتردد في أن تهاجم أهدافاً "إرهابية" في الأراضي السورية.

·       إن الأميركيين ليسوا وحيدين في هذا الأمر طبعاً. فقد سبق أن هاجمت إسرائيل المنشأة النووية في دير الزور في أيلول/ سبتمبر الفائت، كما وقعت سلسلة من الحوادث الغامضة في الأراضي السورية، بدءاً بتصفية عماد مغنية في شباط/ فبراير الفائت، وانتهاء باغتيال الجنرال السوري محمد سليمان قبل شهرين. إن القاسم المشترك لهذه العمليات كلها، هو أنه ما عاد هناك أحد يولي السوريين أي اعتبار في كل ما يتعلق بخرق سيادتهم. وهناك شك فيما إذا كانت سورية شهدت حالة عدم استقرار خطرة كالحالة التي تشهدها في الوقت الحالي.