إسرائيل تكيّف نفسها مع واقع استمرار إيران في برنامجها النووي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       لا شك في أن وثيقة وزارة الخارجية الإسرائيلية [بشأن التعامل مع المشروع النووي الإيراني] تترجم بلغة رسمية ما سبق أن قيل، منذ فترة طويلة، بين الخبراء الاستراتيجيين، وفحواه أن إسرائيل لن تشن هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، بل يتعين عليها أن تكيّف نفسها مع احتمال قيام محادثات أميركية مع النظام في طهران في إثر تغيير الإدارة الأميركية في واشنطن. وفي حالة كهذه، ستكون إسرائيل مضطرة إلى أن تحرص على ضمان مصالحها، بدلاً من أن تغرق في وهم أن في إمكانها وقف المشروع النووي الإيراني بنفسها.

·       في نهاية الأسبوع الفائت انضم عضو الكنيست واللواء في الاحتياط يتسحاق بن يسرائيل، من حزب كاديما، إلى قائمة المسؤولين الإسرائيليين، الذين يقولون إن مهاجمة إيران غير متوقعة قريباً. فقد قال لصحيفة "معاريف" إن إيران ما زالت بحاجة إلى عام ونصف عام أو عامين من أجل أن تتغلب على المشكلات التقنية التي تواجهها، وأنه لن يصبح في إمكانها إنتاج أول قنبلة نووية، إلاّ بعد عامين أو ثلاثة أعوام. وإلى أن يحدث هذا، هناك كثير من الوقت لممارسة الضغوط الدولية عليها.

·       إن أهمية بن يسرائيل غير ناجمة عن وظيفته البرلمانية، ولا عن كونه مقرباً من تسيبي ليفني، رئيسة حزب كاديما والمكلفة تأليف حكومة إسرائيلية جديدة، وإنما عن كونه أحد الذين خططوا لقصف المفاعل النووي العراقي في سنة 1981، وعن كونه مستشاراً لرئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية، إيهود أولمرت.

·       إذا لم تكن أقوال بن يسرائيل تنطوي على خديعة استراتيجية، وإذا كانت تعكس موقف ليفني فعلاً، فإن إسرائيل لن تهاجم إيران خلال الفترة المتبقية من ولاية رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، بل إنها ستنتظر ما سيفعله وريثه. وبحسب وثيقة وزارة الخارجية، يتعين على إسرائيل أن تقنع الأميركيين والأوروبيين بفرض شروط صارمة على الإيرانيين، في مقدمها تجميد إنتاج اليورانيوم المخصب. غير أن إسرائيل ستواجه مشكلة تقلقها كثيراً، وهي الخشية إزاء إيجاد صلة بين وقف المشروع النووي الإيراني وبين تجريد المنطقة كلها من السلاح النووي. وبكلمات أخرى، التوصل إلى صفقة فحواها "نتانز [المفاعل النووي الإيراني] في مقابل ديمونا [المفاعل النووي الإسرائيلي]".

·       بناء على ذلك، فإنه في حالة نجاح ليفني في تأليف حكومة جديدة، وفي حالة انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، ستكون القضية الأهم التي ستطرح في أول لقاء بينهما هي الحفاظ على قوة الردع الإسرائيلية [النووية]، ومنع التضحية بها لمصلحة صفقة مع الإيرانيين، أو في إطار مبادرة عالمية لتجريد المنطقة من السلاح النووي.