المبادرة السياسية التالية: سلام إقليمي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

"من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع السوريين وأخرى منفردة مع الفلسطينيين. على إسرائيل التوقف عن إجراء مفاوضات منفردة، والتوجه نحو اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية وجامعة الدول العربية".  هذه الأقوال أدلى بها رئيس الدولة شمعون بيرس للحاخام عوفاديا يوسف خلال لقاء تم بينهما قبل يومين. وشدد بيرس أيضاً على أن "إسرائيل، في المفاوضات المنفردة، تدفع الكثير ولا تحصل إلاّ على القليل، هذا إن حصلت على أي شيء؛ أما في المفاوضات مع العالم العربي كله فسيكون من الممكن الحصول على ضمانات والتوصل إلى صفقة شاملة. يجب أن نمد يدنا إلى الدول العربية كلها، وألاّ نهدر الطاقة والوقت في مسارات منفردة".



إن بيرس يعمل من وراء الستار، منذ فترة طويلة، من أجل سلام إقليمي. وقد أعرب في محادثات مغلقة عن انتقاد شديد للمسارات المنفردة، وخصوصاً المسار السوري الذي دفعت إسرائيل فيه، في هذه الأثناء، ثمناً دولياً لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد ولم تحصل على أي شيء.



وكان بيرس توجه في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل بضعة أسابيع، إلى الملك السعودي مباشرة وقال إن إسرائيل على استعداد لمد يدها للسلام، وللبحث في المبادرة العربية. وفي محادثات مغلقة قال بيرس إنه يتعين علينا أن نقول "نعم" للمبادرة العربية، وأن نبدأ مفاوضات مع جامعة الدول العربية والعالم العربي على أساسها.



إن الأنشطة التي يقوم بها بيرس لا تتم في فراغ سياسي. ففي نهاية الأسبوع قال وزير الدفاع إيهود باراك إنه يتوجب على إسرائيل أن تبلور خطة سلام شامل، وأن تعرضها على العالم العربي. كما أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، تتحدث في محادثات مغلقة، بلهجة إيجابية عن إمكان التوجه نحو سلام شامل مع العالم العربي، لكنها مع ذلك تعارض الموقف تجاه مسألة اللاجئين كما هو وارد في المبادرة معارضة شديدة، وكذلك تعارض الجدول الزمني الذي تتضمنه. فبحسب المبادرة، على إسرائيل أولاً أن تكمل تنازلاتها، وفقط بعد ذلك ستحصل على التطبيع مع العالم العربي. وفي جميع الأحوال، يبدو أن السلام الإقليمي سيكون "الأمر التالي" إذا ومتى بدأ "عهد ليفني".



إن الشخص الذي يقف وراء تجنيد بيرس لهذه المهمة هو آفي غيل، المقرب منه، والذي كان مديراً لمكتبه فترة طويلة. ويعمل غيل منذ بضعة أعوام مع الملياردير دانيئيل أبرامز الذي يوظف مالاً وطاقة كبيرين في جهود ترمي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط. ومن أجل دفع المبادرة قدماً، يجري بيرس منذ الأشهر القليلة الفائتة اتصالات بالعديد من الشخصيات العربية، بينها شخصيات من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأيضاً بجهات على صلة بمسؤولين كبار في العالم العربي.