مقربون من رئيس الحكومة ووزراء كبار: باراك يحاول دفع نتنياهو نحو مواقف إشكالية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال عدد من المقربين من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن [وزير الدفاع الإسرائيلي] إيهود باراك "هو الذي بادر إلى صوغ الاقتراح الأميركي [وفحواه تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات في مقابل ضمانات أميركية سياسية وأمنية بعيدة المدى]، كما أنه يحاول أن يدفع نتنياهو نحو مواقف إشكالية". ويبدو أن هناك بضعة وزراء من "طاقم الوزراء السبعة" يعتقدون الأمر نفسه.

ولا شك في أن هذه الادعاءات، التي تتردد كثيراً في الآونة الأخيرة خلال جلسات مغلقة، تعكس الخشية لدى المجموعة المعارضة في "طاقم الوزراء السبعة" ولدى بعض المقربين من رئيس الحكومة، من أن يخضع نتنياهو للضغوط الأميركية في غضون أسبوع أو عشرة أيام ويوافق على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات شهرين آخرين.

ويؤكد أصحاب هذه الادعاءات أيضاً أن باراك يخوض عملياً معركة من أجل بقائه السياسي، وهو يفعل ذلك على حساب رئيس الحكومة. وقال أحدهم في هذا الشأن: "إن باراك يدرك جيداً أنه إذا ما ترك الحكومة فإن حياته السياسية ستنتهي، ولذا، فإنه يحاول إقناع نتنياهو بتجميد أعمال البناء، الأمر الذي يتيح له إمكان البقاء في منصب وزير الدفاع على الأقل خلال الأشهر المقبلة".

وعلمت صحيفة "معاريف" أن أحد المقربين من رئيس الحكومة التقاه الأسبوع الفائت وحذره من مغبة تدخل باراك ومن "الأفكار التي يقدمها إلى الأميركيين".

ورداً على ذلك جاءنا من ديوان باراك أن "وزير الدفاع يعمل بالتنسيق الكامل مع رئيس الحكومة، وهما يبذلان معاً جهوداً كبيرة من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ودفع غايات الحكومة قدماً". أمّا ديوان رئيس الحكومة فأكد أن "نتنياهو هو الذي يقود الاتصالات السياسية، وأن أي ادعاء آخر لا أساس له من الصحة، كما أن وزير الدفاع يعمل بتنسيق كامل مع رئيس الحكومة ووفقاً لتوجيهاته. أمّا قيام الإدارة الأميركية بطرح أفكار متعددة ومتنوعة فغير مرتبط مطلقاً بهذا الوزير أو ذاك، وإنما بالرغبة المشتركة لدى كل من إسرائيل والولايات المتحدة في إيجاد حل يتيح إمكان الاستمرار في مفاوضات السلام".

وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو ما زال يتجنب عقد اجتماع لـ "طاقم الوزراء السبعة"، لأنه يدرك أنه لا يحظى بأكثرية تؤيد الاستمرار في تجميد أعمال البناء. ومن المؤكد أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان لن يؤيد تمديد تجميد الاستيطان في أي حال من الأحوال، كذلك يبدو أن الوزير بـِني بيغن (ليكود) لا ينوي أن يتراجع عن معارضته مثل هذا التمديد. ومع ذلك، فإن أحد الوزراء في الحكومة أكد أمس (الأحد) أنه "في حال إقدام نتنياهو نفسه على اتخاذ قرار يقضي بتمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات فإنه سيحظى بأكثرية تؤيده، لكن تبقى المشكلة كامنة في أنه هو نفسه يخشى اتخاذ قرار من هذا القبيل". وعلى ما يبدو، فإن أكثر ما يخشى نتنياهو منه في حال اتخاذه قراراً كهذا هو أن يكون بعد انتهاء فترة التجميد الثانية عرضة لإملاءات أميركية أخرى تتعلق مثلاً بموضوع الحدود أو بغيره من موضوعات التسوية النهائية.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (4/10/2010) أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية سيعقد اجتماعاً الأربعاء المقبل. ويقدّر بعض الوزراء الأعضاء في "طاقم الوزراء السبعة"، وكذلك مصادر مطلعة في حزب الليكود أن رئيس الحكومة سيطرح مسودة رسالة الضمانات التي عرضتها الإدارة الأميركية على إسرائيل في مقابل قيامها بتجميد أعمال البناء في المستوطنات شهرين آخرين. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان سيتم التصويت على هذه القضية في الاجتماع. وقال وزراء كبار تحدثوا مع نتنياهو خلال الأيام القليلة الفائتة إن رئيس الحكومة مستمر في اتصالاته مع البيت الأبيض وذلك بهدف الحصول على امتيازات أميركية أخرى تساعده في إقناع أعضاء المجلس الوزاري المصغر بضرورة الاستمرار في تجميد أعمال البناء.