بعد تجميد الاستيطان، نتنياهو سيستخدم حق عودة اللاجئين ذريعة لنسف المفاوضات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يبحث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بكل الوسائل، عن صيغة سحرية تمكّنه من إعادة الجرافات إلى المستوطنات من جهة، وإبقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس على طاولة المفاوضات من جهة أخرى.

·       إن مسألة البناء في المستوطنات هي "قضية" غير مواتية لإسرائيل، إذ يرى معظم دول العالم أن بناء المستوطنات في أرض محتلة هو غير قانوني، وهناك حكومات صديقة تعتقد أن البناء في الأراضي المحتلة يشكل عقبة أمام السلام. مَن الذي سيصدّق أن نتنياهو على استعداد لإخلاء آلاف المنازل [في المستوطنات] خلال عام، إن لم يكن قادراً على أو راغباً في تجميد بناء بضع مئات من المنازل الجديدة بصورة موقتة؟

·       إذا أفلح نتنياهو في التخلص من همّ التجميد، فإنه سيجرّ عباس إلى فخ "حق العودة" المجرب. لقد ورد تلميح واضح إلى هذه المكيدة في الأقوال التي أدلى بها نتنياهو في أثناء زيارته لسديروت خلال الأسبوع الفائت، إذ قال موضحاً أسباب إصراره على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي: "إنني أتحدث هنا عن الجوهر. عندما يرفضون قول شيء بهذه البساطة، فيُطرح السؤال: لماذا؟ إنكم تريدون إغراق دولة اليهود باللاجئين، حتى لا تبقى دولة ذات أكثرية يهودية. إنكم تريدون اقتطاع أجزاء من الجليل والنقب".

·       عندما يطالب نتنياهو، على حد قوله، بالتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة "دولة قومية للشعب اليهودي" إلى جانب دولة فلسطينية، فهو إنما يطالب الفلسطينيين بالتنازل مسبقاً عن حق عودة اللاجئين وعن حق المطالبة بعودتهم، وكل ذلك ـ "من دون شروط مسبقة".

إن الخلاف بشأن البناء في المستوطنات يحوّل الانتباه عن العبوة الناسفة الكامنة وراء مطالبة نتنياهو بأن يعترف الجانب الفلسطيني مسبقاً بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. وبحسب دان مريدور، وهو أحد الوزراء المقربين من نتنياهو، فإن "حق العودة" يشكل وصفة مجربة لفشل المفاوضات بشأن الحل النهائي.