من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· يمكن القول إن [الإسرائيليين] الذين يؤيدون التوصل إلى تسوية مرحلية [للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني] هم على حق عندما يدّعون، كما فعل [الوزير وعضو الكنيست السابق] يوسي بيلين مثلاً، أن هناك صعوبات كبيرة تعوق في الوقت الحالي إمكان التوصل إلى اتفاق شامل ونهائي، لكن في الوقت نفسه، فإن هذه الصعوبات هي نفسها التي ما زالت ترافق إسرائيل والفلسطينيين على الأقل منذ سنة 1993، فضلاً عن كونها الصعوبات نفسها التي تجعل أي تسوية مرحلية يتم التوصل إليها خطرة لأن تفجّرها ـ الذي يعتبر شبه حتمي بسبب كونها جوفاء ـ يُبعد الاتفاق النهائي أكثر فأكثر. بناء على ذلك، فإن مؤيدي التسوية المرحلية يقولون عملياً إنها ستكون بمثابة تسوية مرحلية أبدية.
· لكن في المقابل، يمكننا أن نفحص مرة أخرى ما إذا كان الاتفاق الشامل مستحيلاً فعلاً. وفي رأيي، فإنه ما دام هناك اتفاق [بين الجانبين] على مبدأ تبادل الأراضي، وما دام هناك اتفاق مبدئي على أن الكتل الاستيطانية الكبرى ستبقى خاضعة لسيادة الدولة الإسرائيلية، فلماذا لا يتم، وفقاً لاقتراح واشنطن، رسم حدود دولة إسرائيل الجديدة، وإرجاء مناقشة موضوع أعمال البناء [في المستوطنات] إلى وقت لاحق؟ صحيح أن رسم الحدود لا يمكنه القفز عن موضوع تقسيم القدس، ومن شأنه أن يُخرج [مستوطنة] أريئيل من تخوم إسرائيل، إلا إن أحد أهم أهداف المفاوضات يتمثل في التوصل إلى نقاط متفق عليها.
· إن الأمر المشجع في جولة المفاوضات الحالية هو نوعية تحالف الزعماء الضالعين فيها. ففي الجانب الفلسطيني ثمة شك كبير فيما إذا كان سيظهر زعيم بعد عباس يمكن التوصل إلى سلام معه، وفيما إذا كانت الخطوات التي سيقدم عليها ستحظى بحجم التأييد العربي الذي تحظى به الآن. وفي الجانب الإسرائيلي، فإنه على الرغم من أن [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو لا يُعتبر زعيماً يستطيع أنصار السلام الحقيقي التعويل عليه، إلا إنه لا يزال الزعيم الذي يهاب الولايات المتحدة.
ولعل الأمر الأهم من ذلك كله كامن في وجود رئيس أميركي [باراك أوباما] قرر أن يرمي بثقله كله من أجل إنجاح المسيرة السياسية.