من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تسبب استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بإنعاش المسار السوري مرة أخرى. فقد قام مبعوثا كل من فرنسا والولايات المتحدة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط بزيارة دمشق، كما أن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، سارع في إثر هاتين الزيارتين إلى زيارة سورية تعبيراً عن الخشية من أن يضعف التحالف الاستراتيجي بينها وبين إيران. وفي الوقت نفسه، أعلنت تركيا أنها معنية بالعودة إلى القيام بدور الوسيط بين القدس ودمشق، وذلك على الرغم من الأزمة الحادة التي تعتور علاقاتها مع إسرائيل عقب "قضية قافلة السفن" [التي كانت متجهة إلى غزة].
· ومع ذلك، فإن إسرائيل بقيت الجهة الوحيدة التي ما زالت تلتزم الصمت. وفي واقع الأمر، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتجاهل سورية منذ عودته إلى هذا المنصب، ولا يردّ على إشارات السلام المتكررة الصادرة عن [الرئيس السوري] بشار الأسد.
· إن ما يتعين على نتنياهو فعله هو أن ينصت إلى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وقيادة الجيش الإسرائيلي، اللذين ما انفكا يطالبانه باستئناف المفاوضات مع سورية. ولا شك في أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الأسد سيقوّض "المحور الراديكالي" بزعامة إيران، ويقرّب الأسد من الولايات المتحدة ومن الأنظمة المعتدلة في المنطقة، وسيؤدي إلى اعتدال حزب الله و"حماس"، ويضمن الاستقرار في حدود إسرائيل الشمالية. من ناحية أخرى، فإن اتفاق سلام كهذا سيعزز الغطاء الإقليمي للمفاوضات مع الفلسطينيين وفقاً لمبادرة السلام العربية. ولا يقل أهمية عن ذلك كله أنه سيدفع قدماً عملية رسم حدود إسرائيل، ويضع حداً للسيطرة الإسرائيلية على منطقة محتلة [هضبة الجولان] لم تعترف الأسرة الدولية قط بفرض السيادة الإسرائيلية القانونية عليها.
· إن شروط السلام مع سورية معروفة وهي: انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان في مقابل ترتيبات أمنية وتطبيع العلاقات بين الدولتين. ولا شك في أن تأييد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اتفاقاً كهذا يدل على أن قادتها يعتقدون أنه يمكن الدفاع عن إسرائيل من دون الاحتفاظ بهضبة الجولان، وأن السلام سيساهم في أمن إسرائيل أكثر من أرتال الدبابات المرابطة في تلك الهضبة.
إن الإخفاقات المتكررة خلال 19 عاماً من المفاوضات مع السوريين لم تسفر عن تكريس الوضع القائم، أو عن تعزيز أوضاع إسرائيل الاستراتيجية، وإنما أدّت على العكس إلى تعاظم قوة الجبهة المعادية لإسرائيل في الشمال. ولدى نتنياهو الآن فرصة سانحة لإحراز اتفاق سلام يعود على إسرائيل بفوائد كبيرة.