· يبدو أن الرئيس السوري [بشار الأسد] يرغب في أن يبقى صديقاً للجميع، ولذا، فإنه أقدم بعد يومين من لقائه المطوّل مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، على استقبال صديقه القديم [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد بصورة حميمة.
· وقد توقف نجاد أمس (السبت) في دمشق، وهو في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي الذي تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد لقاء خاطفاً مع الأسد. وأكد نجاد أن هذا اللقاء يهدف إلى "إظهار الروابط الوثيقة بين سورية وإيران"، وإلى "الحفاظ على التنسيق الدائم مع سورية"، معلناً: "إننا طرفان منتصران لأننا نجحنا في إسقاط خطة العدو الرامية إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط".
· لقد طلب ميتشل من الأسد أن "يهتم بصورة شخصية بألاّ تقوم حركة 'حماس' بعرقلة المفاوضات المباشرة [بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية]، أو بتنفيذ عمليات إرهابية". وقبل أن يصل نجاد إلى دمشق تجاهل الجهود التي تقوم فرنسا ببذلها من أجل استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل، كما أنه تجاهل أقوال الرئيس السوري للمبعوث الفرنسي، والتي أكد فيها أنه على استعداد لاستئناف هذه المفاوضات فوراً في حال تحقق شرطين: أولاً، تعهد إسرائيل مسبقاً بالانسحاب من هضبة الجولان؛ ثانياً، عودة تركيا إلى القيام بدور الوسيط في هذه المفاوضات. وفي المقابل، فإن نجاد أكد أن المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين ستُمنى بالفشل، وأنه "لا مكان لإسرائيل في منطقتنا مطلقاً".
وفي هذه الأثناء، أعرب مسؤولون رفيعو المستوى في الإدارة الأميركية عن شكوكهم الكبيرة في جدية نيات سورية واستعدادها للتفاوض مع إسرائيل. وقد نما إلى علم صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك خلافات حادة بين فريقين داخل الإدارة الأميركية فيما يتعلق بالمسار السوري: الأول، يضم كلاً من ميتشل ونائبه فريد هوف اللذين يعتقدان أنه يمكن استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية، وأن وجود مسارين متوازيين ـ سوري وفلسطيني ـ لا ينطوي على أي تناقض، بل على العكس يعزز رؤية [الرئيس الأميركي] باراك أوباما بشأن السلام الشامل في الشرق الأوسط، كما أنهما يعتقدان أن هناك احتمالاً كبيراً لإخراج سورية من "محور الشرّ" لأن هناك تناقضاً في المصالح بين سورية وإيران فيما يتعلق بالعراق، فالسوريون يخشون من أن يسيطر الإيرانيون على العراق بواسطة الشيعة في إثر انسحاب القوات الأميركية. وفي المقابل، فإن الفريق الثاني يضم مسؤولين كباراً في كل من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وهؤلاء يعتقدون أن السوريين غير ناضجين للمفاوضات مع إسرائيل. لكن على الرغم من ذلك، فإن أعضاء الفريق الثاني، في معظمهم، يعتقدون أن هناك أهمية كبيرة للحوار مع سورية "كي يتم توفير مسار هروب لها من محور الشرّ، وعدم ترسيخ الشعور لديها بأن لا خيار أمامها إلا البقاء في هذا المحور".