"حماس" في محنة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       تدل ردة فعل "حماس"، التي شجبت قرار إسرائيل الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني كبادرة حسن نية إزاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على محنة هذه المنظمة الإسلامية، سواء في مقابل الجمهور الفلسطيني العريض، أو في المفاوضات مع إسرائيل بشأن الإفراج عن [الجندي الإسرائيلي المختطف] غلعاد شاليط.

·       لقد اعتُبرت عملية اختطاف شاليط، عملية بطولية ستؤدي إلى الإفراج عن مئات الأسرى من السجون، غير أنها أدت، حتى الآن، إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في القطاع. أمّا وعود كبار المسؤولين في "حماس"، بحدوث اختراق في الاتصالات بإسرائيل من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، فتبدو كأنها وعود فارغة. فالحصار المفروض على غزة لم يُرفع إلاّ جزئياً، كما أن الأوضاع الاقتصادية مستمرة في التدهور.

·       في مقابل ذلك، فإن أبو مازن والسلطة الفلسطينية نجحا في الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين (200 في الجولة الحالية ونحو 400 قبل بضعة أشهر) من دون أي مقابل، ومن دون القيام بعمليات اختطاف جنود إسرائيليين، ومن دون سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين. وفي نهاية الأمر، فإن القرار الإسرائيلي سيساعد أبو مازن في معركته من أجل كسب ودّ الرأي العام الفلسطيني، على الرغم من اعتبار هذا القرار محاولة إسرائيلية مقصودة لتوجيه ضربة إلى "حماس".

·       غير أن القرار الإسرائيلي بالإفراج عن أسرى فلسطينيين من دون مقابل سيقلص قدرة "حماس" على المناورة في المفاوضات من أجل الإفراج عن شاليط. وإذا كانت الحركة درست مسبقاً إمكان تليين مطالبها، وكذلك تعديل قائمة الأسرى الذين تطالب بالإفراج عنهم، فإنها مضطرة الآن إلى أن تثبت للجمهور الفلسطيني أن في إمكانها أن تحصل من الإسرائيليين على أكثر مما حصلت السلطة الفلسطينية عليه.