الهدف الحقيقي لصفقة التبادل إفشال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وحل الدولتين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها بين حكومة إسرائيل و"حماس"، من المفيد البحث عن تفسير أفضل يبرر التغير الدراماتيكي الذي طرأ على مواقف الحكومة ورئيسها، والتعاطي بقدر أكبر من الحس النقدي بشأن هذه المسألة.
  • أولاً، نريد التوقف أمام أسباب عدم الجدية في الانتقادات الموجهة إلى التغير الكبير الذي طرأ على موقف حكومة اليمين، وهي أسباب واضحة، فمن جهة هناك اليمين الذي ما زال، في أغلبيته، يعارض الصفقة مستخدماً الحجج نفسها التي سمعناها من رئيس الحكومة ومن أغلبية وزراء الليكود وشركائهم فيها، مثل "هناك معركة حياة أو موت بين إسرائيل و'حماس›'، وتحرير ألف أسير مقابل أسير واحد سيقوي العدو...."
  • ومن جهة أخرى، هناك الوسط واليسار اللذان حولا موضوع شاليط والصفقة مع "حماس" إلى رأس حربة للانتقادات الموجهة إلى حكومة اليمين، وفي طليعتها اتهام نتنياهو بعدم المرونة وبأنه تخلى عن جندي إسرائيلي. أمّا الآن وبعد أن أظهر نتنياهو "براغماتيته"، فليس هناك من يستطيع أن ينتقده داخل المعسكر الكبير المؤيد للصفقة.
  • لقد جاءت صفقة تبادل الأسرى لتقوي "حماس" وتضعف الزعامة الفلسطينية برئاسة أبو مازن الذي يرغب في مفاوضات ستؤدي في نهاية المطاف إلى تقسيم أرض إسرائيل إلى دولتين. فهل يكون هذا الاعتبار هو الذي فكرت فيه الحكومة الإسرائيلية لدى مناقشتها صفقة التبادل؟ وهل من الممكن أن يكون وزراء الحكومة قد أدركوا في النقاشات غير الرسمية  أن وراء الخطوة الصعبة لتبادل الأسرى خطوة أكثر أهمية؟ وإذا كنا لا نريد الاعتراف بنظرية "المؤامرة"هذه لماذا لم تشمل الصفقة إطلاق مروان البرغوثي؟ فهل هو أكثر خطورة من الآخرين الذين أُطلق سراحهم أم لأنه يمكن أن يتزعم مستقبلاً معسكر المعتدلين من الفلسطينيين؟
  • إن  التبريرات التي قدمها رئيس الحكومة بشأن أسباب الصفقة ليست مقنعة. فهذه الخطوة التي تتعارض مع كل ما قاله زعماء اليمين خلال خمسة أعوام لها أسباب خفية، لكن يمكن إدراكها. وهي، طبعاً، لا علاقة لها بمشاعر التضامن الإنساني، وإنما هي أقرب إلى اعتبارت ميكيافيلية لا يجب أن تخدع أحداً، ولا سيما الذين يؤيدون المفاوضات من أجل تقسيم أرض إسرائيل إلى دولتين مستقلتين، لأنهم أكبر الخاسرين من صفقة التبادل.
  • طبعاً، لم يكن علينا أن نتخلى عن شاليط، وإنما كان علينا إطلاق سراحه في مفاوضات بشأن الحل الدائم، حينئذ تكون الصفقة منطقية. وعلى الجمهور المؤيد للصفقة الحالية ألاّ ينخدع وينجر وراء اليمين، وعلى أنصار السلام أن يقولوا بوضوح إن الطريق إلى التسوية لا يكون من خلال تقوية "حماس"، وإنما عبر المفاوضات بشأن الحل الدائم مع الفلسطينيين الذين يقبلون بمبادىء هذا الحل.