يجب الإصرار على تجريد غزة والضفة من السلاح
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·        عندما تتبدد سحب الدخان في الجنوب سيتعين علينا أن نسأل: ماذا حدث لنا؟ وكيف امتلكت "حماس" القدرة على أن تشوّش مجريات الحياة في ثلث الدولة، وأن تدخل مليون إسرائيلي إلى الملاجئ؟

·       عقب حرب الأيام الستة [حزيران/ يونيو 1967] تطور في إسرائيل مفهوم "الأرض في مقابل السلام"، وقد جرى الحرص في إطاره على الالتزام بمبدأ تجريد المناطق التي تنسحب إسرائيل منها من السلاح والقوات العسكرية. وسبب هذا الحرص هو مساحة إسرائيل الصغيرة، وقرب الضفة الغربية وقطاع غزة من التجمعات السكانية وقواعد سلاح الجو والمنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية.

·       غير أن الضمانات، التي منحتها السلطة الفلسطينية في هذا الشأن، سرعان ما انهارت مثل برج ورقي. كما أن الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين انهارت بالتزامن مع سيطرة "حماس" على غزة. وقد تبين أيضاً أن التزام مصر بمنع عمليات تهريب الأسلحة فارغ من أي مضمون، حتى قبل تنفيذ خطة الانفصال عن غزة [في سنة 2005]. كما أن الردع الإسرائيلي انهار.

·       يتعين على إسرائيل، في الوقت الحالي، ألا تتراجع عن موضوع تجريد الضفة وغزة من السلاح. في حال التراجع عن ذلك ستتحول إسرائيل إلى دولة تفتقر إلى قدرة الدفاع عن نفسها، وذلك لأن التهديدات الصاروخية والتهديد الذي تمثله الأسلحة المضادة للطائرات القريبة من التجمعات السكانية والبنى التحتية العسكرية الإسرائيلية ستمس بأدائها في حالة اندلاع حرب شاملة. إن الذين يتغاضون عن انهيار مبدأ تجريد غزة من السلاح ويواصلون التمسك بمفهوم "الأرض في مقابل السلام" يقامرون على صميم وجود إسرائيل.

 

المزيد ضمن العدد 609