شدد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين، في جلسة الحكومة أمس على وجود انشقاق وحتى قطيعة بين قيادة "حماس" في دمشق وبين القيادة في غزة، وقال: "في الوقت الذي تبدي فيه قيادة دمشق مواقف متصلبة، تدرك قيادة القطاع وجوب إبرام تسوية وتبحث عن وقف لإطلاق النار".
وبحسب أقواله توجد قطيعة حقيقية بين القيادة السياسية الموجودة في سورية وبين سكان القطاع والقادة المحليين، إلا أنهم يتفقون على أمر واحد، وهو "أنهم لم يتوقعوا شدة الرد الإسرائيلي والعملية البرية وقلة الدعم التي لاقوها من العالم".
وقال رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، يوفال ديسكين، إن قيادة "حماس" في دمشق "تتلهف لمساعدة من محور الشر، إلا أنها لا تتلقاها".
وإزاء الخلافات الكثيرة في الرأي بين جميع الأطراف الضالعة في المحادثات ـ بما في ذلك "حماس دمشق" و "حماس غزة" ـ تحافظ مصر على تفاؤل حذر بنجاح الاتصالات. وقد أوضح المصريون أن جولة اللقاءات الأخيرة التي قام بها مدير المخابرات المصرية العامة عمر سليمان مع ممثلي "حماس" المختلفين "سجلت نتائج إيجابية".
ومع انتهاء المحادثات، يبدو أن "حماس" ومصر مختلفتان في الأساس حول ما يخص تطبيق المرحلة الأولى في المبادرة المصرية التي تتعلق بوقف إطلاق النار. وتطلب "حماس" من مصر إجبار إسرائيل على أمر جيشها بالخروج من غزة فوراً، وبعدها فقط يُعلن وقف إطلاق النار؛ ومقابل ذلك يدعم المصريون إعلان وقف النار مع وجود قوات الجيش الإسرائيلي في داخل القطاع.
وينضم هذا الخلاف إلى الهوة الأكثر أهمية بين القاهرة وبين "حماس" التي تتعلق بفتح المعابر، وخصوصاً معبر رفح. فالمصريون مستعدون لفتحه فقط في حالة خضوعه للسلطة الفلسطينية أو لقوة دولية، فيما تعارض "حماس" من جهتها، وبقوة، وجود قوات دولية. وقال رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، "هذه القوات ستصل من أجل الدفاع عن أمن إسرائيل ولذلك نحن لا نقبل بهذا"، وأضاف أن "حماس" لن تكون على استعداد لقبول رقابة أو تدخل بما يجري على الحدود مع مصر.