·      على الرغم من أن الصدامات في "جبل الهيكل" [الحرم القدسي الشريف] أمس، انتهت، في الظاهر، بهدوء نسبي، إلا أنها تدل على أن هذا المكان هو أشبه ببركان لا يعرف أحد متى ينفجر. ولذا، فإن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع هذه الأحداث على أنها ساحة مواجهة أخرى بينها وبين الفلسطينيين، من شأنه أن يؤدي إلى انفجار عنيف يشعل الشرق الأوسط برمته.

·      إن الخشية الفلسطينية والعربية إزاء ما يسمى "تهويد القدس"، أو السيطرة اليهودية على "جبل الهيكل"، لا تعتبر خشية مبالغاً فيها، إذ بات واضحاً أن الحفريات الأثرية، وعمليات بناء أحياء سكنية جديدة وإسكان اليهود حول البلدة القديمة وفي داخلها، وعمليات شراء الأراضي وإعلان إنشاء حدائق عامة تمهيداً لتحويلها إلى أحياء سكنية يهودية، هي جزء من سياسة الحكومة الإسرائيلية.

·      لكن في الوقت الذي تدور فيه المعركة ضد البناء في القدس الشرقية، على المستوى الدبلوماسي، بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإن المعركة على "جبل الهيكل" تدور في الشارع وتأخذ طابعاً دينياً. كما أن الدفاع عن هذا المكان المقدس يذيب الخلافات بين الفلسطينيين والدول العربية، وقد تم تبليغ إسرائيل أن دولاً صديقة، مثل الأردن أو مصر، لا يمكنها أن تبقى على الحياد في هذه المعركة.