· عدت، أمس، من لقاء إسرائيلي ـ فلسطيني استمر يومين، وتم على أساس شخصي محض. ويبدو أن أول مفاجأة يصادفها المرء في لقاء كهذا هو الاكتشاف بأن محاورك إنسان مثلك، وأن هناك قاسماً مشتركاً معه هو البحث عن طريق لإنهاء النزاع والوصول إلى تعايش حقيقي.
· غير أن مثل هذه اللقاءات يؤدي، في الوقت نفسه، إلى مشاعر محبطة، وأول شعور بالإحباط عائد إلى كون الوضع في المناطق [المحتلة] ازداد سوءاً. ومن ناحية أخرى، فإن كثيرين من الفلسطينيين فقدوا الأمل بالمستقبل، ويمكن تفهم ذلك.
· وخلال اللقاء جرى التطرق إلى حادثتين توضحان مدى تفاقم الوضع: الأولى، حادثة قيام الإدارة المدنية الإسرائيلية بتخريب مقطع طوله 700 متر من الشارع بين بير زيت ورام الله غداة قيام السلطة الفلسطينية بتعبيده، بحجة أن هذا المقطع قائم في منطقة ج، الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. والثانية، حادثة معارضة إسرائيل تصدير التوت الأرضي من غزة إلى الضفة الغربية، في إطار السياسة الإسرائيلية التي تمنع أي اتصال بين المنطقتين.
· علاوة على ذلك، تملكني شعور آخر بالإحباط، جرّاء عدم القدرة على توسيع دائرة المشتركين في هذا اللقاءات، وذلك لأسباب كثيرة في مقدمها صعوبة حصول الفلسطينيين على تصاريح دخول [إلى إسرائيل].
· إن ما يمكن قوله هو أن إسرائيل ما زالت تفوّت، منذ 42 عاماً، فرصة عقد لقاءات كهذه كان في إمكانها أن تجعل عشرات آلاف الأشخاص من الجانبين يخوضون تجربة اللقاء المباشر، والتي من شأنها إقناع الجانبين بوجود شريك للمحادثات. ويبقى السؤال المطروح الآن هو: هل سنسمح بأن نظل نراوح في المكان نفسه 42 عاماً أخرى؟