ناشطو اليمين المتطرف يحاولون كسر التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       إن ناشطي اليمين المتطرف، الذين قاموا أمس باقتحام كنيس يهودي في أريحا، فعلوا ذلك بتحريض من عضو الكنيست ميخائيل بن آري [من حزب "الاتحاد الوطني"]، ومن أجل تصدّر عناوين الأخبار، ذلك بأنه يُسمح بزيارة الكنيس المذكور مرة واحدة في الأسبوع، وهي زيارة تجري عادة بصورة منظمة ومضمونة بعد تبليغ السلطة الفلسطينية بشأنها. ويقدّم الفلسطينيون المساعدة المطلوبة كاملة لهذا الغرض، نظراً إلى أنهم معنيون بأن يظهروا بمظهر الذين ينفذون البند الخاص بحرية العبادة الدينية في اتفاق أوسلو.

·       وقد قام هؤلاء الناشطون بالالتفاف على حاجز الجيش الإسرائيلي في مدخل أريحا، ثم دخلوا المدينة كي يقتحموا الكنيس. لكن لحُسن الحظ، فإن التنسيق الأمني الجيد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أدى إلى إتاحة الفرصة أمام الجيش الإسرائيلي لحل القضية بسلام.

·       لا شك في أن حادثاً من هذا النوع ربما كان سينتهي، في فترات سابقة، بصورة أسوأ كثيراً، لكن في الوقت الحالي، وفي ظل التنسيق الأمني الآخذ في التحسن على مدار الأعوام الثلاثة الفائتة، فإن الفلسطينيين أبدوا قدراً كبيراً من المسؤولية، وأتاحوا للإسرائيليين إمكان السيطرة على هؤلاء الناشطين.

·       إن أريحا مدينة هادئة نسبياً وربما تكون الأكثر هدوءاً في الضفة الغربية كلها. ومع ذلك، فإن قيام يهود متطرفين باستفزازات فيها يعتبر أحد السيناريوهات المثيرة للقلق لدى كل من جهاز الأمن العام (شاباك) والجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بالضفة الغربية. وتشير التقديرات إلى أن هذه الاستفزازات قد تكون على خلفية دينية، لا في إطار حملات "جباية الثمن" من الفلسطينيين، وهذا الأمر في حد ذاته من شأنه أن يؤدي إلى سفك دماء كثيرة لدى الجانبين.

 

·       وبالعودة إلى موضوع التنسيق الأمني، فإن ما يجب قوله هو أن هذا التنسيق يجعل الحياة اليومية في معظم مناطق الضفة الغربية طبيعية نسبياً، لكن تبقى هناك مشكلة بنيوية هي أن انتشار المستوطنات الإسرائيلية بين المدن والقرى الفلسطينية لا يتيح إمكان فصل كامل بين الجانبين، ويشكل ثغرة يمكن أن ينفذ منها أي متطرف يرغب في إثارة فوضى أو تأجيج صدام دموي.