· إن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب إشارة من "حماس" تؤكد أن الجندي الإسرائيلي الأسير لديها، غلعاد شاليط، في قيد الحياة، في مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية، هو بمثابة هدف ذاتي في مرماه. فما حدث، في واقع الأمر، هو أن "حماس" لم تتزحزح قيد أنملة عن مطالبها الأصلية، في حين أن نتنياهو جرّ على نفسه [في إثر هذه الصفقة] ضغوطًا عامة كبيرة كي يفرج عن شاليط بأي ثمن.
· إن حركة "حماس" كانت تدرك أن بقاء شاليط في قيد الحياة هو أكبر رصيد تملكه من أجل الإفراج عن "إرهابيين" من العيار الثقيل قابعين في غياهب السجون الإسرائيلية، ولذا، حافظت عليه أكثر مما حافظ عليه قادته العسكريون الإسرائيليون، عندما قام مقاتلو تلك الحركة بحفر نفق واختطافه إلى داخل القطاع. وما سيرسخ في أذهان العالم الآن هو أن إسرائيل تجعل "حماس" العنصر الأهم في صفوف الشعب الفلسطيني.
· علاوة على ذلك كله، فإن ضم مندوب الاستخبارات الألمانية إلى جهود الوساطة مع "حماس" من شأنه أن يمس مكانة العنصر الوحيد الذي يملك وسيلة ضغط على هذه الحركة، وهو مصر.
إن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح الآن هو: هل سيكون نتنياهو أول رئيس حكومة إسرائيلية يخضع لـ "حماس" ويغير المواقف التي تمسكت إسرائيل بها على مدار عشرات الأعوام؟