يجب استكمال "صفقة شاليط"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      حظي أفراد عائلة الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط والمواطنون في إسرائيل كلها، الجمعة الفائت، ولأول مرة منذ اختطافه من طرف حركة "حماس" قبل أكثر من ثلاثة أعوام، برؤية إشارة ملموسة تؤكد أنه في قيد الحياة، وذلك بواسطة "الشريط" الذي صوره خاطفوه.

·      ويبدو أن هذا الشريط المصور، الذي سُلّم إلى إسرائيل في مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية، كان أول تعبير عن حدوث تقدّم في الاتصالات مع "حماس" بشأن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، سيتم في إطارها إعادة شاليط، في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين آخرين.

·      لقد قام رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومبعوثه الخاص، حغاي هداس، بتغيير آلية المفاوضات التي أجراها رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، ومبعوثه الخاص عوفر ديكل، في هذا الشأن. وفي الوقت نفسه، فإن الوسيط الألماني الذي انضم إلى جهود الوساطة، نجح في كسب ثقة الطرفين، وفي بلورة آلية تحادث جديدة كانت أول نتيجة لها هي صفقة مبادلة الشريط المصور بالأسيرات.

·      إن ما يتعين على نتنياهو فعله الآن هو استكمال صفقة التبادل، وذلك من أجل إعادة شاليط إلى بيته، وطيّ صفحة هذه القضية. ولتحقيق ذلك، على رئيس الحكومة أن يبدي قدرًا عاليًا من القيادة، وألا يخشى النقد، الذي ربما يُوجّه إلى خطوة الإفراج عن مئات "الإرهابيين" الفلسطينيين الذين سيكون في عدادهم أشخاص مسؤولون عن عمليات مسلحة أوقعت قتلى كثيرين في إسرائيل، وأن يستغل نفوذه السياسي وتأييد الجمهور العريض له كي يمرّر الصفقة الآخذة في التبلور داخل الحكومة.

·      ولا شك في أن استكمال "صفقة شاليط" سيجسد التزام إسرائيل ومسؤوليتها إزاء جنود الجيش الإسرائيلي، الذين يقومون بمهمات عسكرية في جبهات القتال. ولذا، على الحكومة أن تركز جُلّ جهودها في بلورة حل وسط منطقي مع "حماس".