ميراث التهدئة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن اتفاق التهدئة مع "حماس" هو الخطوة الاستراتيجية الأكثر أهمية خلال فترة ولاية [رئيس الحكومة الإسرائيلية] إيهود أولمرت. هناك شك فيما إذا كان هذا الأخير يعتقد ذلك، غير أن التهدئة أحدثت تغييرًا عميقًا في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، أكثر من عملية أنابوليس.

·       بعد ثلاثة أعوام من الانفصال [عن قطاع غزة]، وبعد 15 عامًا من اتفاق أوسلو، ها هي إسرائيل تجد نفسها في مقابل كيان فلسطيني مستقل، يتحمل المسؤولية الأمنية والمدنية عن منطقة جغرافية متصلة لا وجود فيها للجنود ولا للمستوطنين الإسرائيليين.

·       أخيرًا، هناك من هو على استعداد لأن يدير شؤون غزة "من دون المحكمة [الإسرائيلية] العليا ومن دون منظمة بتسيلم" [منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان]، كما أمل بذلك [رئيس الحكومة الأسبق] يتسحاق رابين. أخيرًا، هناك قيادة فلسطينية أصيلة جاءت من الميدان، وتبدي انضباطًا داخليًا وقدرة على تطبيق ما تلتزم به. أخيرًا، هناك بوادر ردع متبادل [بين إسرائيل و"حماس"] قد يجلب الهدوء إلى المنطقة الحدودية [مع غزة].

·       إن "حماستان" هي بروفة الدولة الفلسطينية، ومختبر الاتفاق الدائم. صحيح أن المنظمة التي تسيطر عليها، معادية وترفض أن تعترف بإسرائيل، وقامت بتنفيذ أبشع العمليات الإرهابية، غير أن قيادتها اقتنعت، تحت وطأة الضغط العسكري والحصار وإغلاق المعابر، بأنه يجب إعطاء فرصة للتعايش الهادئ والقلق.

·       إن إيهود باراك وحسن نصر الله هما أول من اعتمدا نموذج التهدئة، الذي تطور بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في سنة 2000، واستعداد حزب الله لأن يفرض الهدوء في الجانب اللبناني من الحدود من دون أن يتنازل عن أيديولوجيته المعادية وعن خطابه الأهوج، هو في صلب هذا النموذج. وقد ظلت "حماس" مصرة على عدم القيام بدور "شرطي الاحتلال"، وعلى رفض كبح الفصائل الأخرى، إلى أن استسلمت، في الآونة الأخيرة، لسلاح التجويع والحصار، وخضعت لإغراء الاعتراف غير المباشر بسلطتها [في قطاع غزة] في مقابل فرض التهدئة.