· إن التفاف المسؤولين الإسرائيليين حول المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، باراك أوباما، تعدى الأصول المرعية، وكان بمثابة تدخل غير لائق في انتخابات الولايات المتحدة. لقد كان حريًا بالمضيفين الإسرائيليين أن يستوضحوا، أولاً وقبل أي شيء، عن مواقف هذا المرشح من الموضوعات الكثيرة التي لا تزال عالقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وخصوصاً عن كيفية تصرفه إزاء التعهدات السياسية المهمة، التي منحتها إدارة الرئيس جورج بوش لإسرائيل.
· لقد صاغت إدارة بوش، التي توشك أن تنهي ولايتها، بضعة مبادئ أساسية تتعلق بمجمل العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية. من ذلك مثلاً، أن يكون الشرط المسبق لإقامة دولة فلسطينية مستقلة هو الوقف المطلق للعمليات العدائية و"الإرهابية"، وإقامة نظام حكم لائق في السلطة الفلسطينية، بحسب ما ورد في خطاب الرئيس بوش في 24 حزيران/ يونيو 2002. وقد جرى تفصيل هذا المبدأ في خطة خريطة الطريق. وفي حالة تطبيق هذا الشرط، يتفاوض الإسرائيليون والفلسطينيون بشأن الاتفاق الدائم فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية. ربما يكون هذا الشرط أكثر الشروط حيوية لأمن إسرائيل، فما هو رأي أوباما بشأنه؟
· كما كان يجب الإشارة إلى رسالة الرئيس بوش التي وجّهها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أريئيل شارون بتاريخ 14 نيسان/ أبريل 2004 [رسالة الضمانات]، والتي تعهد فيها بأن تبذل الإدارة الأميركية ما في وسعها من أجل منع أي خطة أو مبادرة سياسية لا تنطوي على هذا الشرط الوارد في خريطة الطريق. وأقرت هذه الرسالة أن انسحاب إسرائيل إلى حدود حزيران/ يونيو 1967 غير عملي، وأنه يتعين على أي اتفاق بشأن الحدود الدائمة أن يأخذ التغييرات الديموغرافية في الاعتبار، أي أن يقرّ استمرار بقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الإسرائيلية. فما هو رأي أوباما في ذلك كله؟
· يجب أن يُمنح تأييد إسرائيل إلى المرشح الصحيح الذي يبدي الاستعداد لمواصلة تطبيق التعهدات التي منحتها الإدارة الأميركية الحالية.