من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن قمة واشنطن حققت الغايات التي حُددت لها، ذلك بأنها انتهت ببيان يتعلق باستئناف المفاوضات [المباشرة] بغية التوصل إلى تسوية إسرائيلية ـ فلسطينية تنطوي على حلول لـ "القضايا الجوهرية" كلها، وتسفر عن إقامة دولة فلسطينية.
· وقد أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الخطابات التي ألقاها في واشنطن، عن استعداده للتوصل إلى حل وسط تاريخي، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "شريكه لاتفاق السلام"، وأكد أنه ذاهب إلى المفاوضات من أجل إنهاء النزاع، لا من أجل المماحكات.
· إن نتنياهو، الذي كان في الماضي معارضاً لفكرة الدولة الفلسطينية واعتبر إقامتها خطراً على وجود إسرائيل وعلى أمنها، قد غيّر مقاربته منذ أن عاد إلى سدّة السلطة قبل نحو عام ونصف عام. وها هو الآن يتحدث عن "السيادة في مقابل الأمن"، أي عن دولة فلسطينية في مقابل ترتيبات أمنية صارمـة. وقد نجح في إقناع زعماء كل من الولايات المتحدة ومصر والأردن برعاية المفاوضات المباشرة، فضلاً عن أنه أبدى قدرة سياسية فائقة في الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، في الوقت الذي سيدخل في غمرة مداولات تتعلق بالانسحاب من الضفة الغربية، وبمستقبل المستوطنات ومكانة القدس.
· غير أن نتنياهو كان بخيلاً للغاية فيما يتعلق بالتفصيلات، ولذا، فإن الشكوك إزاء جدية نياته، وكذلك قدرته على دفع تسوية سلمية قدماً، لم تتبدد حتى الآن. ويمكن القول إن مواقفه الاستهلالية، وتلميحه أنه سيقترح إبقاء المستوطنين في الدولة الفلسطينية [التي ستقام]، يثيران الخشية من أن يكون يبحث عن طرق لتخليص إسرائيل من عزلتها الدولية، ومن أنه لم يستوعب بعد الثمن الضروري المطلوب للتوصل إلى حل وسط مع الفلسطينيين، وفحواه الانسحاب من الضفة الغربية وتقسيم القدس وتفكيك المستوطنات.
بناء على ذلك، فإن أول اختبار لنيات نتنياهو وقدرته سيكون لدى انتهاء سريان مفعول القرار الحكومي القاضي بتجميد البناء في المستوطنات بعد ثلاثة أسابيع [في 26 أيلول/ سبتمبر 2010]. ففي حال خضوع نتنياهو لضغوط المستوطنين ومؤيديهم وقيامه باستئناف البناء، سيتبين أنه غير قادر على تحقيق التسوية التاريخية التي وعد بها. وإذا ما كان راغباً في أن يصدّق المسؤولون في واشنطن تصريحاته، فإن عليه أن يترجمها إلى قرارات، وأن يمتنع من توسيع المستوطنات خلال فترة المفاوضات. هذا هو الاستنتاج المطلوب من قمة واشنطن.