من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
هاجم بعض الوزراء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال الجلسة التي عقدتها الحكومة أمس (الأحد) بدعوى أنه يحجب عنهم المعلومات المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين، ولا يطلعهم على خططه فيما يتعلق بمواصلة تجميد البناء في المستوطنات، وبمبادرات حسن النية تجاه الجانب الفلسطيني. وسأل الوزير سيلفان شالوم نتنياهو متى ستعقد الحكومة جلسة يتم فيها إطلاع الوزراء على المفاوضات، ولا سيما أن المباحثات ستُستأنف بعد نحو أسبوعين، فردّ عليه نتنياهو قائلاً أنه سيقدم إيجازاً إلى الوزراء بهذا الشأن عندما تدعو الحاجة إلى اتخاذ قرارات.
وقطع نتنياهو النقاش بشأن المفاوضات، ولم يسمح للوزراء بالإعراب عن مواقفهم. وقال أحد الوزراء [للصحيفة]: "يدرك الوزراء أنه لا داعيَ لفتح مواجهات وجدالات بشأن ماهية التسوية مع الفلسطينيين، ولذلك قررنا إرخاء الحبل لنتنياهو، بناءً على طلبه، كي يتمكن من إدارة المفاوضات بعيداً عن الأضواء، ما دام ليس هناك اتفاق مع الفلسطينيين يتطلب مصادقة الوزراء، أو قرارات بشأن مواصلة تجميد البناء في المستوطنات".
وقال وزير آخر إن نتنياهو يحاول تأجيل المناقشات داخل الحكومة إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات. وخلال جلسة ضمت وزراء حزب الليكود في الحكومة، قال نتنياهو أنه ينوي إجراء المفاوضات بعيداً عن الأضواء وعدم تسريب تفصيلات بشأنها ما دامت جارية.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "معاريف" (6/9/2010) إلى أن قضية مواصلة تجميد البناء في المستوطنات تعدّ العقبة الرئيسية التي تواجه الطرفين، وأوردت أن الإدارة الأميركية تطالب نتنياهو بتمديد التجميد ولو بصورة جزئية، شرط أن يكون ذلك مقبولاً من الطرف الفلسطيني. كما ذكرت أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت لنتياهو أنها لا تتفق مع حجته القائلة إن قضية التجميد لا تستأهل إهدار رصيده السياسي، مدعية أنه يفعل ذلك على حساب [الرئيس الفلسطيني] أبو مازن الذي سيضطر إلى الانسحاب من المفاوضات بسبب الانتقادات السياسية الداخلية. وعلى الرغم من الخطاب الإيجابي الذي يحرص جميع الأطراف على اتباعه، إلاّ أنه من الواضح للجميع أن التجميد يشكل العقبة الأكثر جدية، وأن المحادثات ستتوقف إذا لم يتم حلها.
وأوردت الصحيفة أيضاً أن الإدارة الأميركية طلبت من كل من نتنياهو وأبو مازن عدم التطرق إلى هذه النقطة في وسائل الإعلام، وأنهما وقّعا اتفاقاً يقضي بالمحافظة على السرية في كل ما يتعلق بالمفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن سفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل أورِن بلّغ رؤساء الاتحادات اليهودية في الولايات المتحدة نهار الجمعة الفائت، أن نتنياهو سيعرض على الفلسطينيين مبادرات حسن نية سخية في محاولة لإقناعهم بعدم ترك طاولة المفاوضات على خلفية رفضه تمديد تجميد البناء في المستوطنات، وتشمل هذه المبادرات ما يلي: إطلاق مئات الأسرى؛ إزالة حواجز طرق؛ نقل مناطق إلى السيطرة الأمنية الفلسطينية؛ تخصيص أراضٍ لشق طريق من رام الله إلى المدينة الفلسطينية الجديدة روابي.