· يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نجح، خلال قمة واشنطن، وبواسطة بضعة تصريحات رنانة جوفاء، في أن يظهر بمظهر الذي يسعى نحو السلام ولكن السلام يهرب منه.
· على الصعيد الإسرائيلي الداخلي يمكن أن يسجل نتنياهو إنجازاً كبيراً لمصلحته، ذلك بأن اليمين ما زال يوفر الغطاء المطلوب له، فوزراء الليكود بـِني بيغن وموشيه يعلون ويوفال شتاينيتس ويسرائيل كاتس وجدعون ساعر وغلعاد أردان وليمور ليفنات يسمعون عن الدولة الفلسطينية التي يبدي نتنياهو استعداده لإقامتها، ولا يرفعون أصواتهم احتجاجاً، كما أن [وزير الخارجية الإسرائيلية] أفيغدور ليبرمان يسمع نتنياهو وهو يستعمل مصطلح "الضفة الغربية" بدلاً من "يهودا والسامرة" ولا ينتفض، في حين أن [رئيس حزب شاس] الوزير إيلي يشاي يسمع رئيس الحكومة يتكلم على "تسوية تاريخية" ولا تبدر عنه أي ردة فعل.
· إن السبب الحقيقي وراء ذلك كله هو أن نتنياهو لم يتجاوز حتى الآن أي خطوط حمر، ذلك بأننا لا نزال في مرحلة الأقوال، وبالتالي، فإن ما قاله كله يمكن أن يكون مجرد ضريبة كلامية تهدف إلى تجنب مزيد من الضغوط الدولية [على إسرائيل]. وفي واقع الأمر، فإنه لا يوجد في الحكومة مَن يعتقد أن نتنياهو سيقوم بتفكيك مئات المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وبتقسيم القدس. ومن ناحية أخرى، ليس هناك وزير واحد يعتقد أن نتنياهو سيحصل على مقابل حقيقي لقاء التنازلات التي يبدي استعداده لتقديمها.
· في هذه الأثناء، فإن نتنياهو كسب رصيداً كبيراً، ويمكن أن يحظى بمزيد من الوقت. وما يتعين عليه فعله الآن هو أن يتجاوز بسلام نهار 26 أيلول/ سبتمبر الحالي، موعد انتهاء مفعول القرار الحكومي القاضي بتجميد البناء في المستوطنات، وعندها سيكون بمثابة المنتصر الحقيقي. وإذا لم يحدث ذلك، فمن المتوقع أن تنتهي المفاوضات المباشرة قبل أن تكون قد بدأت فعلاً.
ومع ذلك، فإن السؤال المطروح هو: هل ستسفر المفاوضات المباشرة "الجادة" عن تحقيق السلام؟ الجواب هو كلا، ذلك بأن أقصى ما يوافق نتنياهو عليه لا يتلاءم مع أدنى ما يوافق الفلسطينيون عليه. بناء على ذلك، فإن وصول هذه المفاوضات المباشرة إلى طريق مسدودة هو أمر حتمي.