· يبدو أن المشكلة، التي أدت إلى رفض إسرائيل اقتراح الهدنة الفرنسية، تعود إلى عدم قيام وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي تباحث في الاقتراح مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، بإعلام وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، به، وأيضاً تبليغه رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، الأمر بعد إجراء محادثة ثانية مع كوشنير فقط.
· لقد حدث مثل هذا الأمر لا بسبب انعدام الثقة بين المسؤولين الإسرائيليين الثلاثة فحسب، بل أيضاً بسبب المنافسة الانتخابية. وعلى ما يبدو فإنه ما دام هناك انتخابات إسرائيلية عامة في الأفق [في 10 شباط/ فبراير 2009] فلن يكون هناك هدنة بين باراك وليفني.
· لكن يبقى الأمر المهم هو أن ما حدث لم يغير مسار العملية الإسرائيلية العسكرية في غزة. وقد يكون سرّع المرحلة البرية منها، التي باتت القوات الإسرائيلية على أهبة الاستعداد للقيام بها.
على الرغم من ذلك كله فقد دخلت حكومات متعددة على خط الوساطة. وهذه الحكومات كلها، بما فيها الحكومات العربية، تنظر بإيجابية إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بـ "حماس". مع ذلك لا يزال الشارع في الدول العربية عنصراً مهماً لا يجوز الاستخفاف به بتاتاً.