· بدأت عملية "الرصاص المسبوك" وسط إجماع لدى المؤسسة السياسية الإسرائيلية كلها، لا لدى الحكومة فقط، وأيضاً لدى الجمهور الإسرائيلي العريض، بما في ذلك مئات الآلاف الذين تعرضوا لإطلاق الصواريخ في المستوطنات الجنوبية. لكن على الرغم من ذلك لا يجوز أن نفصل بين هذه العملية وبين حمى الانتخابات العامة [التي ستجري في 10 شباط/ فبراير 2009].
· في يوم السبت الفائت، عقب انتهاء أول هجمة جوية إسرائيلية على غزة، تلا وزير الدفاع، إيهود باراك، بياناً موجهاً إلى الأمة من إحدى غرف قيادة هيئة الأركان العامة. ولم ينسق الأمر مع رئيس الحكومة، إيهود أولمرت. وقد بدا أن باراك هو المسؤول الإسرائيلي الوحيد الذي يقف وراء العملية. وأدى ذلك إلى إثارة الغضب الشديد لدى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وعلى الفور قرر أولمرت أن يمسك بزمام المبادرة، وعقد مؤتمراً صحافياً في ساعات المساء بمشاركة باراك وليفني.
· لقد شهدت إسرائيل، في الماضي، خصومات حادة بين كبار المسؤولين في إبان الحروب، غير أن ما يميز الخصومة بين كبار المسؤولين في حكومة أولمرت الآن هو شبح الانتخابات الذي يحوم فوقهم. وعلى الرغم من أن أولمرت نفسه لا يتنافس في هذه الانتخابات، خلافاً لباراك وليفني، فإنه يعتبر العملية العسكرية الحالية بمثابة محاولة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه خلال حرب لبنان الثانية.