قال مصدر سياسي مساء أمس (الخميس): "إن وزير الدفاع لا يستعجل توسيع دائرة القتال إلى عملية برية، وهو يحاول كسب الوقت". ومع ذلك، فإن التقديرات السائدة لدى القيادة السياسية هي أنه ما دام لم يكن هناك انطلاقة في الجهود السياسية الدولية الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار، فستضطر إسرائيل إلى شن عملية عسكرية [برية].
إن هذا الموقف يستند إلى الموقف الحالي لربابنة الحرب - رئيس الحكومة، ووزير الدفاع، ووزيرة الخارجية ـ وفحواه أنه ما دام لم توافق "حماس" على الشروط الإسرائيلية للخروج من الحرب، فستواصل إسرائيل العملية بحسب ما أُقرت في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية. وقال مصدر سياسي رفيع المستوى أمس: "إن بنك الأهداف التي رصدها سلاح الجو يوشك على النفاد، وبعد هذه المرحلة، من المخطط له بدء المرحلة البرية".
وقبل يومين فقط صرح وزير الدفاع إيهود باراك أنه عندما تتحسن الأحوال الجوية، أي صباح اليوم، من المحتمل أن يتم دخول غزة. هذا على الرغم من أن الكلام لا يدور، في الوقت الراهن، على عملية برية واسعة وطويلة الأمد، وإنما على عملية محدودة تستهدف مواقع محددة. وهناك بعض الوزراء في المجلس الوزاري المصغر يتهمون باراك بأنه "يخشى دخول غزة نظراً إلى اعتبارات سياسية"، غير أن مقربين منه رفضوا هذا الادعاء مساء أمس رفضاً قاطعاً.
وأمس زار رئيس الحكومة إيهود أولمرت مدينة بئر السبع، حيث التقى رؤساء سلطات محلية يتعرض سكانها لتهديد الصواريخ. ولدى وصوله، استقبلته صفارة الإنذار التي ترافق إطلاقها مع سقوط صاروخين على المدينة. وعلى الفور تم إدخال أولمرت ومرافقيه إلى غرفة عمليات تحت الأرض حصينة من الصواريخ، حيث كان رؤساء السلطات المحلية في انتظاره.
وخلال اجتماعه بهم أعلن أولمرت، لأول مرة: "لسنا معنيين بخوض حرب طويلة". وجاء قوله هذا عشية احتمال توسيع دائرة القتال في غزة إلى عملية برية.
ومساء أمس تباهى مسؤولون في المؤسسة الأمنية بأن قيادة المنطقة الجنوبية أكملت استعداداتها لعملية برية محتملة. وعلى طول قطاع غزة كان في الإمكان مشاهدة جنود الجيش الإسرائيلي وهم يستعدون لاحتمال التحرك فوراً، ويتفحصون الدبابات والمدرعات ولياقة المقاتلين.
ومساء أمس قام وزير الدفاع إيهود باراك أيضاً بزيارة بئر السبع، وقال: "لقد سددنا ضربة قاسية لـ 'حماس'... لكنها تقوم أيضاً بالرد. إننا نعلم أن سكان بئر السبع وسائر سكان المنطقة يمرون بأيام صعبة. قلنا مسبقاً إن الأمر لن يكون قصير الأجل ولن يكون سهلاً، لكننا مصممون على تعميق العملية وتوسيعها حتى نحقق النتائج التي بدأنا هذه العملية من أجلها". ("هآرتس"، 2/1/2009).