اغتيال نزار ريان يهدف إلى إثبات قدرة إسرائيل على مواجهة "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يعتبر اغتيال نزار ريان، القيادي في "حماس"، أمس، تطوراً مهماً في المرحلة الحالية من الحرب في غزة، وذلك بسبب الرسالة التي يبثها إلى الفلسطينيين. فواقع عدم التعرض لكبار المسؤولين في الحركة، حتى الآن، كان بالنسبة إلى الغزيين إثباتاً على أن إسرائيل ليست قادرة على مواجهتها. ويأملون في إسرائيل بأن يؤدي شعور سائر القادة الكبار في "حماس" بأن حياتهم في خطر إلى دفعهم للموافقة، في نهاية الأمر، على وقف إطلاق النار بشروط أسوأ مما كان في السابق.

·       غير أن عمليات اغتيال قادة "حماس" تنطوي، في الوقت نفسه، على جانب آخر، إذ إنها تعزز التأييد الجماهيري في القطاع لهم. وقد أدى مثل هذا التأييد، في السابق، إلى فوز الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني [سنة 2006]. ويبدو الآن أن اغتيال ريان لن يُضعف شعبيتها.

·       يعتبر اغتيال قادة "حماس" جزءاً من وسائل الضغط التي تمارسها إسرائيل. ومن المتوقع أن تتصاعد هذه الوسائل في حال اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية برية، والذي بات على ما يبدو قريباً. لقد تم إرجاء شن عملية كهذه أمس لاعتبارات عملانية، وأيضاً بسبب الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويبدو أن المبادرة الفرنسية لم تسقط عن جدول الأعمال. ومن المتوقع أن يكون هناك موجة إضافية من المبادرات الدولية الأخرى في غضون الأيام القليلة المقبلة.

·       يتبين الآن، بعد مرور نحو أسبوع على العملية العسكرية في غزة، أن إسرائيل فوتت فرصة ذهبية بعدم إقدامها على إنهائها يوم الأحد أو يوم الاثنين، واعتبارها مجرد عملية انتقامية. فالنتيجة الأبرز حتى الآن هي أن "حماس" تستفيق، رويداً رويداً، من صدمة أول يوم، وأن إسرائيل تنزلق إلى عملية عسكرية برية ستكون مقرونة بمخاطر كبيرة، إذ إنها ستدور في مناطق آهلة ومزدحمة، خلافاً لما كان الحال عليه خلال حرب لبنان الثانية. علاوة على ذلك فقد هرب السكان المدنيون، في معظمهم، من جنوب لبنان عندما بدأت الغارات الإسرائيلية الجوية العنيفة، بينما لا يملك سكان غزة أي إمكان للهرب.