· في إثر الضربة المؤلمة، التي أُنزلت بأعضاء التيار السلفي ـ الجهادي، الذي يُطلق عليه عموماً اسم "القاعدة"، تصاعدت في غزة أصوات تنادي بالانتقام من حركة "حماس". ويمكن القول إنه من الآن فصاعداً لم يعد هناك مكان آمن لأفراد هذه الحركة، ولا حتى في المساجد التابعة لها، بل إن بعض مؤيدي ذلك التيار طالب باغتيال كبار المسؤولين فيها مع أفراد عائلاتهم في بيوتهم.
· وفي واقع الأمر، فإن أعضاء التيار السلفي ـ الجهادي نجحوا في أن يزعجوا "حماس"، لكن لم يكن في إمكانهم أن يصمدوا في مواجهة قوات الأمن الحمساوية، الأكثر منهم عدداً وعتاداً. غير أنه في هذه المرة لم تخض "حماس" مواجهة مع حمولة أو مع تنظيم مسلح، كما في المرات السابقة، وإنما مع تيار ديني منافس من الصعب إلحاق هزيمة تامة به.
· إن النزاع بين التيار الذي تمثله "حماس"، وهو تيار الإخوان المسلمين، وبين التيار السلفي ـ الجهادي هو نزاع معقد وحاد للغاية، ولا يتعلق بالموقف إزاء إسرائيل فقط. ولا ترى إسرائيل فارقاً جوهرياً كبيراً بين التيارين، إذ إن كليهما يؤمن على المدى الاستراتيجي البعيد، بأن الجهاد هو جزء لا يتجزأ عقيدته.
· مع ذلك، من الواضح أن "حماس" هي أكثر براغماتية، إذ إنها على استعداد لإجراء محادثات [مع إسرائيل] تتعلق بوقف إطلاق النار أو الهدنة، في حين أن أعضاء "القاعدة" يرفضون ذلك مطلقاً. كما أن "حماس" كانت على استعداد لاستقبال الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، لدى قيامه بزيارة غزة، في حين أن أعضاء "القاعدة" خططوا لاغتياله.