"حماس" تقضي على معارضة "القاعدة" لسلطتها على غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قضت "حماس" أول أمس، على الخطر الذي يتهددها من إحدى المجموعات المسلحة في رفح الموالية لتنظيم "القاعدة". وهذا هو التوجه عينه الذي انتهجته الحكومة اللبنانية وجيشها ضد الإرهابيين الذين عملوا بقيادة " القاعدة" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال البلد قبل عامين.

إن ما جرى في رفح يدل على قلق "حماس" إزاء صعود نفوذ المجموعات الأصولية المتشددة والناشطة في مجال سلطتها. ولقد انتهجت الحركة، لفترة طويلة، ضبط النفس، لكن التنظيم الذي هوجم في رفح، وهو نفسه الذي قام بمحاولة هجوم ضد الجيش الإسرائيلي بواسطة "جياد مفخخة" على معبر كرني قبل شهرين، تجاوز الحد عندما أعلن زعيمه قيام إمارة إسلامية في القطاع، الأمر الذي شكل تحدياً مباشراً لسلطة "حماس" التي ردت عليه بعنف.

منذ أعوام عدة تنشط الفصائل المتعددة في غزة بغض نظر من حركة "حماس" التي كانت أحياناً تستخدمها لمصلحتها. ومن الفصائل البارزة "جيش الإسلام" الذي هو على صلة بعشيرة درمش الكبيرة التي تسكن وسط غزة، والذي شارك في عملية خطف غلعاد شاليط.

لكن نشاط هذه الفصائل ازاداد توسعاً. ففي سنة 2008 قام أنصار هذه الفصائل بتفجير 36 مقهى للإنترنت، وأحرقوا مؤسسات تابعة للمسيحيين، وهاجموا مدارس أجنبية. وقد فضّلت "حماس" آنذاك، تجاهل ما يحدث.

وكانت "حماس" كذبّت الأسبوع الماضي التقرير الذي نشرته "هآرتس" بشأن تسلل عشرات المجموعات الأصولية المتطرفة الى القطاع من سيناء، والتي شارك جزء كبير من مقاتليها في الحرب على الأميركيين في العراق.

تابعت أجهزة الأمن الإسرائيلية عن كثب الأحداث التي جرت في نهاية الأسبوع، ومن الصعب القول إنها تأثرت بالدم المسفوك. ولم يكن هناك شك للحظة في أن "حماس" ستنتصر، إذ إن هذه الفصائل، مقارنة بقوة الحركة، لا تشكل تحدياً عسكرياً حقيقياً لها. وفي المقابل، من الصعب الآن تقدير الانعكسات البعيدة المدى للأحداث. فهل العنف الذي استخدمته "حماس" في القطاع سيسيء إلى شرعيتها في نظر أهالي غزة؟ إن سلطة "حماس" التي بدت قبل عامين أو ثلاثة أعوام سلطة الأكثرية، تبدو اليوم سلطة الخوف.