· لا شك في أن تفكيك المستوطنات، وخصوصاً البؤر الاستيطانية غير القانونية، هو خطوة مهمة للغاية، غير أنها تؤدي إلى إهدار طاقات كبيرة على حساب قضايا أهم كثيراً. إن الأهم من ذلك، في الوقت الحالي، هو رسم الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقوم، ففي اللحظة التي سيتم فيها ذلك سيفهم الجالسون فيما وراء الجدار [المستوطنون الإسرائيليون] أن زمانهم أصبح محدوداً. وهذا هو ما حدث بالنسبة إلى الحدود المتفق عليها في الشمال، والحدود مع مصر ومع قطاع غزة أيضاً.
· إن الانطباع الذي تكوّن لديّ، في الآونة الأخيرة، هو أن الأميركيين ينوون، في إطار خطة السلام الإقليمية التي سيطرحها الرئيس باراك أوباما، التركيز على الموضوعات الحقيقية المدرجة في جدول الأعمال، ولذا، فإنني أستغرب حجم الطاقة الهائلة التي تصرفها الإدارة الأميركية في موضوع النمو الطبيعي وتفكيك بضع بؤر استيطانية غير قانونية.
· إن الخلاف بيننا وبين الفلسطينيين بشأن موضوع الحدود يتعلق بنسبة ضئيلة من الأراضي، ويمكن التوصل إلى حل له. كما أنه يمكن التوصل إلى حل يتفق الطرفان عليه بشأن القدس، وخصوصاً إذا ما تم الأمر في إطار اتفاق إقليمي لا ثنائي، إذ إن أي زعيم فلسطيني لن يأخذ على كاهله المسؤولية عن حسم مصير أكثر الأماكن المقدسة بالنسبة إلى العالم الإسلامي برمته.